رغم تخزين الأطنان من اللحوم البيضاء والحمراء، وأطنان أخرى من البطاطا حسب وزارة رشيد بن عيسى التي طمأنت الجميع إلا أن الأسواق التي بدأت تستعر لا تطمن بالمرة، فالأسعار بدأت تلعب على الأعصاب قبل أيام من رمضان، لذا فكلام الوزارة بعيد جدا عن الواقع، إن لم يكن تكريسا لهذا الواقع، أو ربما وزارة بن عيسى قامت بتخزين الوعود وليس الأطنان من المواد الغذائية. وكما جرت العادة، سيكون السوق في رمضان ميدان المضاربين، ولن تفيد الإجراءات في شيء، ولو جعلت الوزارة البلاد كلها مخزنا، لأن ثمة أياد قوية يمكنها العبث في كل شيء، حتى بالوزارة نفسها، أو "ربما ذوك الناس" على رأي عثمان عريوات الذين لا يراهم أحد، هم الذين يجعلون البطاطا تصير كفاكهة منقرضة، ليكتشفها المواطن فجأة في رمضان، وتجعل الدجاج يطير عاليا عاليا ولا يطوله إلا من كانت له ذراع طويلة جدا، ليبقى "الزوالي" في رمضان يتفرج على الدجاجة وهي تحلق عاليا. أما لحم الضأن، فلا داعي للحديث عنه، لأن الخرفان في الشهر الفضيل ستصير مثل أحصنة "الروديو" في أمريكا، تطيح بكل من يحاول ركوبها. وستنتظر الوزارة طبعا حين يقارب الشهر على نهايته وتنزل الأسعار من تلقاء نفسها، للتحدث عن أسعار آخر الشهر، وليس أسعار بدايته، وتجعلها إنجازا يسجل في "اللوح المحفوظ" للوزارة، كما تفعل كل وزارة حين تسجل إنجازا تفرضه الظروف، على أنه إنجاز لها. هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته