عبر العديد من عمال وموظفي الشؤون الاجتماعية ببعض البلديات في بعض الولايات الوسطى التي زارتها "الأمة العربية"عن استيائهم وقلقهم وتخوفهم الشديد إزاء الغموض الذي يكتنف عملية التحضير لقفة رمضان وتوزيعها، خاصة وأن الأشخاص الذين أودعوا ملفات الاستفادة "شهادة ميلاد، شهادة عائلية للحالة المدنية، صورة شمسية" منها لدى مصالح الشؤون الاجتماعية بالبلديات وباعتراف أحد موظفي الشؤون الاجتماعية الذي يشتغل "صيغة عقود ما قبل التشغيل" في إحدى بلديات ولاية عين الدفلى الواقعة في الشمال أن فلاحين يملكون آلات حصاد، جرارات، وشاحنات ظهرت أسماؤهم في قوائم المستفيدين من "قفة رمضان" لهذا الموسم، وتعجب ذات الموظف المغلوب على أمره لما قال بأن رئيس المصلحة والمنتخبين المحليين على علم بذلك بما فيهم رئيس المجلس الشعبي البلدي المنتخب عن حزب جبهة التحرير الوطني، لكن لم يتخذوا أي إجراء ضد هؤلاء ولم يكلفوا أنفسهم عناء استدعاء هؤلاء للحديث معهم وإعلامهم بأن قفة رمضان مخصصة فقط للفقراء والمحتاجين دون غيرهم لكن ذلك لم يحدث ووصل عدد الذين تضمنتهم القائمة في هذه البلدية حسب ذات الموظف لحد الآن قرابة 900 شخص، مع العلم أن محتويات القفة تتكون من: 1 كلغ حمص، 1 كلغ كسكس، علبة قهوة، 1 كلغ سكر، علبة طماطم، قارورة لتر زيت، وطالب ذات الموظف من السلطات ضرورة إرفاق "شهادة عدم العمل" مع الوثائق المقدمة للتسجيل على أن يتبع بإجراء تحقيق اجتماعي ميداني للتأكد من الأحوال المادية للمستفيدين . في بلدية أخرى قادت "الأمة العربية" إلى مرتفعات جبال زكار، التقينا بموظفة أوكلت لها مهمة تحضير قوائم المستفيدين من "قفة رمضان" لهذا العام، فقالت بأن الأشخاص الذين تقدموا بملفاتهم لتسجيل أنفسهم للحصول عليها يمارسون نشاطات حرة بين تاجر وأصحاب أكشاك، وحتى موالين، تعجبت في المرة الأولى من الأمر لكن لما عرضنا الأمر على رئيس البلدية ونائبه جاء رده مهمتكم تسجيل الأشخاص فقط، وتضيف الموظفة التي بدت غاضبة نوعا ما أن رئيس المجلس الشعبي لذات البلدية قام منذ أيام بزيارة إلى العاصمة قصد الحصول على مساعدات لفائدة المعوزين والمحتاجين، لكن الأمر هنا يمثل تناقضا بعينه، وقدرت ذات الموظفة التي رفضت الكشف عن هويتها هي الأخرى أن قائمة المستفيدين وصلت إلى 190 مستفيد. وقال المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمس في اتصال مع "الأمة العربية" أن الأئمة في كل مرة يذكرون بمثل هذه الأمور، لكن الغالب أن سلوكات بعض الجزائريين لم ولن تتغير وبقيت على حالها، داعيا في ذات السياق الأئمة إلى ضرورة التحسيس والتوعية وحث المواطنين على تفادي التحايل والاستغلال للحصول على قفة رمضان. ومن المعروف أن الأئمة مطالبون برفع الحرج عن المعوزين وحفظ ماء وجههم وعلى هؤلاء التضامن فيما بينهم.