تحاول المملكة المغربية شحذ وسائل إعلامها في اتجاه يوحي بأن ثمة وساطة أمريكية بين الجزائر والمملكة المغربية، معتمدة على إشارات وردت في وسائل إعلام أمريكية تفيد بقيام إدارة الرئيس باراك أوباما بوساطة بين الجزائروالرباط بعد وصول البيت الأبيض إلى قناعة مفادها: " أن إدارة أوباما باتت مقتنعة أن من شأن تجاوز الخلافات بين الرباطوالجزائر أن يمهد إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء. والظاهر أن تناقل مثل هذا الخبر بين وسائل الاعلام المغربية ليس بريئا، وهو محاولة للتأثير على الجزائر من خلال إقحام واشنطن وإقناعها بوجهة النظر المغربية فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربيةالمحتلة، فالجزائر أكدت أكثر من مرة أنه لا يوجد ما تتفاوض عليه فيما يتعلق بالقضية الصحراوية ولن تنوب على أصحاب الشأن، وأما عن فتح الحدود بين البلدين فالجزائر لم تكن حجر عثرة في وجه فتح الحدود بين الجارة الغربية، ولكن لها شروط أفردتها في أكثر من مناسبة ردا على الطرف المغربي، لعل أهمها محاربة تدفق المخدرات التي تشكل المغرب رقما أساسيا فيها خاصة وأن 60 بالمائة من القنب الهندي المهرب نحو الجزائر مصدره مغربي، والأمر الآخر الذي لا يخفى على أحد هو أن الجزائر لن تبادر بغلق الحدود ولكنه كان إجراء أحاديا قامت به المغرب سنة 1994 بعدما اتهمت هذه الأخيرة السلطات الجزائرية بتدبير عملية إرهابية في المغرب، رغم أن التحقيق الذي قام به المغرب أثبت أن لا يد للجزائر لا من قريب ولا من بعيد في هذه الأفعال الإرهابية ، ورغم ذلك لم تقدم المملكة المغربية اعتذارا رسميا للشعب والسلطات الجزائرية على هذا الاتهام الباطل، وإن كان المغرب كما يقول يبحث عن اتفاق بينه وبين الجزائر يفضي إلى تعاون مشترك حرصا على مصلحة الشعبين الشقيقين كان من الأولى أن يبدي نية صادقة من خلال تقديم اعتذار رسمي. ورغم نفي مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى بما فيها وزير الاتصال المغربي حسب ما أوردته وسائل إعلام مغربية وعربية من بينها جريدة الرياض السعودية أن تكون واشنطن قد تطرقت مع الحكومة المغربية لأي مساع بخصوص تقريب وجهات النظر بين الجزائروالرباط، إلا أن المملكة تحاول اقتناص أي فرصة لمحاولة فتح ملف العلاقات بين البلدين دون أن تقدم خطوات إيجابية في اتجاه تحسين العلاقات سوى " النية " في إرساء تعاون بين البلدين رغم أن النيات وحدها لا تكفي إن لم تتبعها إجراءات ملموسة وحقيقية كي لا يتكرر ما حدث، وتجعل العلاقات بين البلدين في منأى عن قضية الصحراء التي هي في واقع الحال قضية تصفية استعمار، ورغم هذا فالجزائر تظل دوما مستعدة لأي مبادرة حقيقية وجادة يمكنها رد الاعتبار للشعبين المغربي والجزائري وشعوب المنطقة المغاربية ككل .