تتجه أنظار مختلف المسؤولين والمواطنين على حد السواء، باتجاه الأسواق والأسعار وما يضفيه شهر رمضان الفضيل من مشاكل من المفروض أن تنعدم، لكن في الجهة المقابلة وبالضبط داخل قاعات التوليد، فإن الكوارث التي تحدث لا يستطيع أن يتصورها إنسان، حيث أن القاعات أصبحت تشبه "الباطوار" المخصص لذبح الماشية والبقر، وأبطال القاعات قابلات متربصات يتفنن في نسج خيوط الآلام الكبيرة التي تتعرض لها الأمهات، ما يؤدي إلى وفاة أغلبهن. كشفت مصادر من وزارة الصحة والسكان، أن أكثر من 7000 إمراة تموت سنويا داخل قاعات التوليد بسبب ضعف التكوين الذي تشهده معظم القابلات على المستوى الوطني، والإكتظاظ الذي يميز غالبية المستشفيات، ما يستدعي بالضرورة إتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إنقاذ الأمهات اللواتي أصبحن يتهربن إلى المصالح الخاصة التي هي الأخرى تسجل نقصا فادحا في القابلات. وقال إطار بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لم يرد الكشف عن اسمه في تصريح خص به "الأمة العربية"، إن الحالة التي توجد فيها مصلحة الولادات هي حالة تنبئ بالخطر، خاصة أن كل الأمراض المتنقلة تأتي من عدم التنظيم الذي تشهده هذه المصلحة دون سواها. وأكد أن عدد الوفايات التي نسجلها سنويا تقدر بأكثر من 7000 امرأة تموت أثناء وضع حملها، مرجعا السبب في ذلك إلى ضعف التكوين للقابلات والاعتماد فقط على المتربصين، بالإضافة إلى عدم وجود فروع خاصة للتكوين الحسن للقابلات والإطباء على حد سواء، إذ أن الجزائر تسجل نقصا فادحا في إختصاصيي أطباء النساء والتوليد، إضافة إلى التخلف الذي تشهده معظم مستشفياتنا وغياب الثقافة الاستشفائية، ما أدى بنا للوصول إلى هذا المستوى. وأضاف أن 50 بالمائة من نسبة وفايات حديثي الولادة، لا تتعدى 24 ساعة، وقال المتحدث "إن ارتفاع نسبة وفيات الحوامل، يرجع بالدرجة الأولى إلى عدم التحكم في الحالات المستعجلة، خاصة تلك المتعلقة بالنزيف الحاد للدماء الذي يعد السبب الأول للموت". من جهة أخرى، كشف ذات المتحدث عن المخطط الوطني لحماية الطفولة والأمومة الذي أقرته الوزارة الوصية بمعية الحكومة مؤخرا، والخاص بتحسين وتطوير ظروف التوليد التي تنعت ب "الكارثية" في العديد من المستشفيات، من بينها أكبر المستشفيات المتواجدة على المستوى الوطني، من خلال العمليات القيصرية التي يتفنن المتربصون في القيام بها. كما أن معظم المستشفيات تستقبل أكثر من طاقتها، مما يساهم في تدني الخدمات، مما يدفع بالنساء إلى الولادة على الأرض ويدفع بالأطباء إلى ارتكاب أخطاء طبية تحت الضغط. وانتقد المتحدث ذهنية المواطنين في التوافد على المستشفيات الكبرى، بينما تعاني الكثير من العيادات المتخصصة في التوليد من فراغ كبير وقلة إقبال النساء. وفيما يخص المخطط الجديد، فإنه يرتكز حسب المتحدث على تحديث التكوين في مجال التوليد ورعاية الأم والطفل على حد سواء، وتقييم شامل لوضعية التوليد داخل المستشفيات وحتى العيادات الخاصة، بالإضافة إلى تخفيف الضغط على المستشفيات الكبرى عن طريق تزويد العيادات والمستشفيات الجهورية بأحدث الأجهزة المتخصصة في التولد وملحقاته. وللإشارة، فإن الأخطاء الطبية التي تمارس في حق الأمهات والمواليد الجدد، تنجر عنها رفع عدة دعاوى قضائية من قبل المتضررين على المستشفيات.