عائلة كل من "بوال بكير" و"عياد رابح" المقيمان بروضة أطفال ببولغين، وعائلة ل.ع القاطنة بحي القصبة ما هما إلا عينة على معاناة الكثير من المواطنين تجاهلها المسؤولون المحليون المتعاقبون على مناصب المسؤولية، فعندما تتحول روضة أطفال إلى إقامة دائمة بعد وعد بالترحيل لا يتعدى 15 يوما، ويدخل آخر بيته وهو مطأطأ الرأس لمدة 40 سنة، ونحن على مشارف 2009 ، فإن أبناء الجزائر من أمثال هؤلاء لا يمكن إقناعهم بأن وضعيتهم لا يمكن أن تسوى في الوقت الذي وزعت آلاف المساكن على غير أهلها وما وجود آلاف المساكن مجمدة مند أكثر من 12 سنة، إلا دليل على أن توزيع المساكن مرتبط بموزع غير مرئي تتحكم فيه مقايس أخرى لا علاقة لها بالغبن والخطر المحدق . بحي القصبة العتيق وجدنا مثالا حيا عن كيفية تصرف المسؤولين عند تلقيهم إندارات الإغاثة فبعد تعرض إحدى العمارات إلى انشقاقات لم يجد هؤلاء من حل غير وضع أعمدة من خشب تحت السلالم عوض حل أسرع وأنسب، بالحي وجدنا عائلة السيد ل.ع قد اتخذت من سطح إحدى العمارات مأوى لهاكان في القديم يستعمل لتخزين الذخيرة،الإقامة بهذا السطح ليس بالأمر السهل لهده العائلة ،لأن الزيارة التي قادتنا إلى المكان جعلتنا لا نستطيع الدخول بصفة عادية والسبب هو طول السطح الذي لا يتعدى 130 سم الذي يفرض على كل زائر الدخول وهو منحي، انحناء استدام عليه أفراد العائلة ل.ع لمدة قاربت 40 سنة، حرموا طيلتها من عيشة عادية كبقية خلق الله، فحسب ربة البيت فإنها لم تستعمل الخزانة طيلة هده المدة،حالة أجبرت كل أفراد العائلة على وضع ملابسهم في حقائب أو في أدراج، لأن الغرفة لا يمكنها احتواء بعض الكماليات كالخزانة وغيرها، فأصبح الضيوف الذين يتعدى طولهم 130 سم مجبرين على الانحناء لزيارة العائلة، التى دوامت على هذا الفعل ليس بالدخول إلى البيت بل حتى في طلبات السكن التى لم يفرج عنها لحد الساعة والجواب كان دائما انتظروا، في الوقت الذي تحصل فيه الآلاف من الأشخاص على سكنات أغلبهم ليسوا من المحتاجين. بنفس العمارة التى تقطن بها عائلة "ع .ل" تسكن أسرة الحاجة "ا.ز" التى حولت مخزن أرضي إلى إقامة لم تدخله أشعة الشمس طيلة 30 سنة تصب فيه قنوات المياه القدرة لسكان العمارة، الحاجة كانت ضحية سقوط في البئر الموجود بالمكان كادت على إثره أن تفقد حياتها لولا ستر الله "البيت المحزن "الذي زرناه تآكل بفعل الرطوبة وتحول إلى شبح يخيف قاطنيه. وببلدية بولوغين التي لا تبعد عن بلدية القصبة بنحو 5 كلم تقيم ثلاث عائلات في روضة لأطقال رحلت إليها برفقة عائلات منكوبة تلقت وعودا من السلطات بأن مدة إقامتهم لن تتعدى 15 يوما واذا بها تحولت إلى 15 سنة . قصة العائلات الثلاث تعود إلى تاريخ 13سبتمبر من عام 1994 السنة التى تعرضت فيها مساكنهم ومساكن 22 عائلة الواقعة ب12 شارع خالد ببلوغين إلى انهيارات كادت أن تودي بحياتهم. وكانت السكنات قد صنفت من قبل من طرف السلطات المحلية كإقامات خطيرة على قاطنيها، هذه الأخيرة تغاضت عن بقائهم بها بعد الكارثة، بعد أن رحلت ست عائلات من المنكوبين لتجد كل من عائلة بوال وعياد نفسهما تعيشان على بعد سنتيمترات من البحر الذي أخدت أمواجه أغراضهما،وضعية اضطرتهما إلى الرحيل نحو روضة أطفال للإقامة فيها لتعود الكارثة من جديد بعد سقوط السقف على عائلة بوال لتزيدها " الغبينة على غبينة" هذا هو "الزهر" حسب قولهم، وضعية البناية الهشة والمعرضة لانهيار حمل السلطات المحلية على إغلاقها في وجه الأطفال تاركة المنكوبين في قائمة الانتظار. ليتفاجأوا بقطع الكهرباء لحملهم على مغادرة المكان، ويبقون في تعداد المتجولين لدى السلطات التي وعدتهم ذات يوم بأنها سترحلهم في مدة لاتتعدى 15 يوما أصبحت تقارب 15 سنة، فكل من عياد رابح وبوال بكير كانا قد تقدما بطلب سكن مند عام 1985 وبعد نكبة 94 تناستهم السلطات التى تعودت على معادلة " الكوارث حتى تتدخل "من أجل حل مثل هده الأمور الأمر الذي وقفنا عليه من خلال عدة كوارث التى أصابت عائلات في كل من وهرانوالجزائر أين أعلنت حالة طوارئ لانقاذ وإسكان عائلات بعد أن قضى أفرادها نحبهم في عدة انهيارات التى مست عمارات تعود إلى العهد الاستعماري . في حين كان بالإمكان إنقاذهم يوم أن لجأوا طالبين تخليصهم من التهديدات المحتملة . حي ديار العافية بالقبة أصبح منذ مدة يصنع الحدث المحلي بحكم إقامة نحو 85 عائلة في أقبية بعد أن استنفدت جميع الطرق من أجل الحصول على مسكن محترم ، عائلة بوسكين محند أمزيان هي واحدة من تلك العائلات التى كنا قد زرناها تقيم برفقة ثمانية من أفرادها بمكان ضيق يحتوي على غرفتين لا تتعدى مساحتها 7 م2 لمدة قاربت 35 سنة لتصبح مهددة بالطرد بعد أن رفع سبعة "جيران" شكوى ضدها على أن القبو هو ملكية عامة.