شيعت جماهير غفيرة جثمان الشخصين الذين قتلهما شرطي بمسدسه دقائق قبيل إفطار أمس الأول بعنابة ، في موكب جنائزي مهيب ، عصر أمس ، حضره مسؤولون عن السلطات العسكرية و المدنية يتقدمهم الوالي محمد الغازي الذي قرأ تعزية وزير الداخلية و الجماعات المحلية نورالدين يزيد زرهوني التي بعث بها إلى عائلتي الفقيدين. أبلغت مصادر مسؤولة "الأمة العربية" أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمديرية الأمن الولائي قد وضعت الشرطي مرتكب جريمة حي سيدي سالم ، قيد النظر ، مع تكليف فريق من الخبراء و الأخصائيين النفسانيين بمتابعة حالته السيكولوجية قصد تهدئة هيجانه لمباشرة التحقيق معه في القضية التي هزت الشارع المحلي بولاية عنابة عشية الجمعة الأخيرة. و استنادا إلى بيان خلية الاتصال بالمديرية الولائية للأمن ، فإن شجارا عنيفا وقع بين الجاني و جيرانه بعمارة الحي سرعان ما تطور إلى الاشتباك بالسلاح و المتاريس أسفر عن إطلاق الشرطي "ل،ع" 35 سنة الذي يعمل بمصلحة الأمن الخارجي ببلدية شبيطة مختار في الذرعان بولاية الطارف ، الرصاص الحي على الضحيتين فأرداهما قتيلين و الأمر يتعلق ب" زوبير ب" 43 سنة وصهره "وحيد ع" 25 سنة ، فيما تعرضت زوجة الأول إلى إصابات بليغة على مستوى كتفها الأيسر نقلت على جناح السرعة إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد وسط عنابة ، و قال مصدر عليم للجريدة إنها لم تستفق بعد من غيبوبتها و هي تخضع إلى الرقابة الطبية المشددة حيث يعكف فريق مكون من أطباء جراحين و ممرضين على نزع الرصاصة التي استقرت بكتفها الأيسر و متابعة تطورات حالتها الصحية. ويضيف بيان مديرية الأمن ، أن الجاني هرول فور ارتكابه الجريمة نحو دورية أمنية تابعة لمصلحة الأمن الخضري بسيدي سالم لتسليم نفسه و التبليغ عنها. و قد انزلقت الأوضاع تماما ، بعد وقوع الجريمة حيث فجر عشرات المتظاهرين انتفاضة شعبية عارمة انطلقت من مكان الحادثة و جابت مختلف أزقة و شوارع حي سيدي سالم الشعبي وصولا إلى مقر الأمن الحضري ، و أقدم المحتجون على حرق سيارة الشرطي القاتل ، و تكسير بعض المقار العمومية و هذا قبل أن يتوجهوا إلى الطريق الوطني الرابط بين الطارف وعنابة و شلوا حركة المرور باتجاه مطار رابح بيطاط الدولي حين أضرموا النار في العجلات المطاطية و أغلقوا الممرات بواسطة المتاريس و القضبان الحديدية. و هو الوضع الذي فرض على مصالح أمن دائرة البوني الاستنجاد بفرق مكافحة الشغب و تكثيف تواجد الدوريات و العناصر الأمنية التي طوقت المكان و فرضت حالة حصار على مداخل و مخارج سيدي سالم ، و كشف شهود عيان التقيناهم في عين المكان ، عن وقوع جرحى في صفوف المحتجين و عناصر الشرطة إثر اشتباكات عنيفة وقعت بين الجانبين. و لاتزال مصالح الأمن الوطني إلى غاية تحرير هذا المقال ، تفرض حزاما على المنطقة تحسبا لتجدد الاحتجاجات بعيد الإفطار هذا المساء.