وري عصر أمس بمقبرة سيدي سالم، جثمان الشخصين اللذين قتلهما شرطي بسلاحه، في ساعة متأخرة من نهار أمس الأول، التراب وسط موكب جنائزي مهيب حضرته السلطات المدنية والعسكرية يتقدمهم والي الولاية الذي قرأ رسالة التعزية التي أبرقها إلى عائلة الفقيدين وزير الداخلية نورالدين يزيد زرهوني. وضعت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية عنابة، الشرطي (ل.م35) سنة والعامل بفرقة الأمن الخارجي لبلدية شبيطة مختار بولاية الطارف، تحت النظر للتحقيق معه في الجريمة الشنعاء التي ارتكبها في حق الضحية (ب.ز34) سنة وصهره (ع. و) 25سنة. وأصاب زوجة الأول بجروح خطيرة على مستوى الكتف الأيسر. وعلمت ''البلاد'' من مصادر مؤكدة، أن فريقا من الأطباء النفسانيين يعكفون على متابعة الحالة النفسية للشرطي القاتل. وحسب بيان مديرية الأمن الوطني بعنابة، فإن الجاني دخل في شجار عنيف مع جيرانه بالعمارة التي يقطنها في حدود الساعة الخامسة و45 دقيقة من مساء أمس الأول، استعمل فيه سلاحه الناري متسببا في مقتل شخصين وإصابة زوجة أحدهما التي لا تزال إلى غاية اللحظة تحت العناية الطبية المشددة بالمركز الاستشفائي ابن رشد. وأضاف البيان أن الشرطي القاتل سلم نفسه لدورية أمنية تابعة لمصالح الأمن الخارجي بسيدي سالم وأخطرها بإقدامه على ارتكاب الجريمة بسلاحه الناري. وفور وقوع الحادثة المأساوية خرج عشرات السكان في حركة احتجاجية عارمة وأضرموا النار في سيارة الشرطي الجاني وكسروا عددا من المقرات العمومية تنديدا باستهتار المنتسبين إلى السلك الأمني بحياة المواطنين على حد تعبيرهم، الأمر الذي دفع بمصالح أمن دائرة البوني إلى تطويق الحي الشعبي بالعناصر البشرية والسيارات الخاصة بمكافحة الشغب وهي إلى غاية الآن تراقب الوضع عن كثب.