تسببت الرياح القوية والأمطار الطوفانية التي ضربت ولاية عنابة في الأيام الأخيرة، في تشريد أزيد من 200 عائلة منكوبة باتت في العراء جراء انهيار سكناتهم الهشة بعدما جرفت المياه أفرشتهم وممتلكاتهم، ودفعت هذه الوضعية الكارثة بالسكان المتضررين إلى الاحتجاج والتهديد بالاعتصام أمام مقر وزارة نورالدين يزيد زرهوني ، تنديدا بتراخي المسؤولين المحليين في التكفل بانشغالاتهم و تسببهم في تكرار المأساة مع كل تساقط للأمطار رغم الملايير التي تضخها الخزينة العمومية وتذهب هباء منثورا وقد اضطرت حوالي 150 عائلة يوم أمس إلى "احتلال" مقر بلدية سيدي عمار على خلفية الانهيارات المتواصلة التي ألحقتها الرياح والعواصف العاتية بمساكنهم الهشة الكائنة بحي "البرارك" الفوضوي في التجمع السكاني "الشعيبة" ، ووجه المحتجون أصابع الاتهام إلى منتخبي المجلس الشعبي البلدي وسلطات الدائرة والولاية لأنهم تجاهلوا – حسبهم- الوضعية الكارثية للمنازل الهشة التي يقطنونها منذ سنوات، ولم يتمكن طيلة صبيحة أمس إداريو البلدية ومنتخبوها من الالتحاق بمكاتبهم بعدما ضرب أرباب تلك العائلات وزوجاتهم وأطفالهم، حصارا على دار البلدية قبل أن يرضخ المير إلى مطالبهم وكلف لجنة تقنية بمعاينة الأضرار والخسائر الكارثية، فيما شرعت ذات المصالح في أشغال تهيئة وترميم الأسقف المتطايرة وإغاثة السكان بالأغطية والأفرشة والمواد الغذائية، وطالبت العائلات التي تقيم منذ 4 أيام بالمدرسة الابتدائية عزالدين حسين شاوش، السلطات بالتدخل الفوري لإسكانهم وانتشالهم من الشارع الذي أضحى مأواهم. وببلدية عنابة عاصمة الولاية شنت حوالي 48 عائلة من حي المحافر الفوضوي احتجاجا عارما أمام مقر المجلس الشعبي البلدي، مطالبين السلطات المحلية بترحيلهم إلى مركز عبور مؤقتة بعد الانهيارات المتتالية لمساكنهم، وتزامن ذلك مع احتجاج مماثل لحوالي 27 عائلة انهارت سكناتهم بالمدينة القديمة "لابلاص دارم" وفتحوا النار على الديوان البلدي لتهيئة المدينة القديمة، الذي ابتلع حسبهم الملايير لأجل ترميم وإعادة تهيئة البنايات الهشة دون جدوى. وللعلم أن والي الولاية سبق وأن شكل خلية أزمة للوقوف على التداعيات الخطيرة لانهيار البنايات وانزلا قات التربة المتكررة، ويكون محمد الغازي حسب مصادر مسؤولة قد وعد بالتكفل الجاد بمطالب السكان الغاضبين.