ندد، أمس، مئات الصحافيين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية الخاصة والعمومية، في تجمع تضامني بدار الصحافة الطاهر جووت، بالجزائر العاصمة، بمختلف التجاوزات المهنية وغير الشرعية التي تمارس عليهم داخل قاعات التحرير وبشكل مهين في حق حرية الصحافة في الجزائر وأخلاقيات المهنة. وجاء هذا التجمع أساسا، تضامنا مع الصحفية هاجر قنانفة، التي كانت ضحية طرد تعسفي من قبل مسؤولي جريدة "لاتريبون دي ليكتور"، الناطقة باللغة الفرنسية، نهاية الأسبوع الماضي بعد إدلائها بشهادة في يومية "الوطن" حول ظروف عمل الصحافيين الجزائريين وتقييمها للوضع بشكل عام. اللقاء الذي لم يخل من مداخلة عدد من الصحافيين الذين تداولوا على إلقاء كلمات تضامنية، على أنهم لن يسمحوا بمثل هذا السلوك غير الحضاري والتعسفي في حق الصحفية بشكل خاص والصحافيين الجزائريين بشكل عام، معبرين على سعيهم للعمل المشترك من أجل رفع الغبن على زملائهم في مهنة المتاعب، حيث ردد المشاركون في التجمع عبارة "يكفينا ضحايا ومعاناة، ولقد حان الوقت لقول لا". وللإشارة، يعتبر هذا التجمع الحاشد للصحافيين الجزائريين الثاني خلال أقل من أسبوع، بعد التجمع الأول من نوعه يوم السبت الفارط للتنديد بالظروف الاجتماعية والمهنية، التي راح ضحيتها أكثر من تسعة صحفيين منذ مطلع السنة الجارية بسكتات قلبية مفاجئة، كان آخرهم الصحفي البارز شوقي مدني الذي فارق الحياة بعد معاناة طويلة، كان بطلها مشكل السكن والقرارات التعسفية لمسؤولي الجرائد التي عمل بها واحدة تولى الأخرى.