طالب وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار في حوار مطول لجريدة الشروق المصرية من صحف البلدين إلى العمل على نبذ الحقد وتوعية أنصار المنتخبين بالتحلي بالروح الرياضية والابتعاد عن كل ما يشعل الفتنة بين الإخوة الأشقاء ونترككم تتابعون ماقاله الوزير في الحوار الأتي: نوفمبر؟ تابعت باهتمام المبادرة التي أطلقتها جريدة «الشروق» المصرية لنبذ التعصب بين جمهور البلدين الشقيقين، خاصة أنني مع أي صوت عقل يهدئ من روع الجمهوريين ويعمل على تثقيف الجمهور والبعد عن الأقلام السوداء التي تحاول سكب الزيت على النار وإشعال الفتنة بين شعبين يرتبطان بعلاقات ممتدة منذ عدة عقود بسبب مباراة فى كرة القدم. نحن نعقد لقاءات دورية مع الإعلاميين الجزائريين من أجل تهدئة الأوضاع والالتزام بالمبادرة التي أطلقتها جريدة «الشروق المصرية" حتى لا تتعدى المباراة إطار كونها مباراة كرة قدم، أتمنى أن تعمل كل الصحف الجزائرية والمصرية على إزالة أي خلافات قدتنتج عن تلك المقابلة بين المنتخبين، خاصة أنني كنت وزيرا سابقا للإعلام وأعلم ما تؤثره الكلمة فى نفوس الجماهير والأنصار فى البلدين. كما قلت.. أنا كنت وزيرا سابقا للإعلام وأعلم ما للكلمة من تأثير على الجماهير والشعوب، ومبادرتكم سيكون لها تأثير إيجابي على الجمهورين قبل المباراة، خاصة أنها جاءت فى توقيت سليم كالشمعة التي أضاءت وسط ظلام دامس، وأحييكم مرة أخرى عليها، وسعدت لسعى بعض الجرائد والصحف فى البلدين إلى السير على نهج «الشروق». هذا شيء طبيعي لما عانته كرة القدم الجزائرية فى حقبة التسعينيات من انتكاسات، حيث أصبحت لا تستطيع حتى الوصول إلى كأس الأمم الأفريقية، والمنتخب الجزائري أعطى أملا لشعبه بالظهور من جديد فى المونديال بعد النتائج الرائعة التي حققتها الكرة الجزائرية فى مونديال 1982 و1986 وهو ما جعل الشعب الجزائري متشبثا بتلك الفرصة، ويبذل الغالي والرخيص لتحقيق حلمه فى الصعود لنهائيات كأس العالم القادمة. وفى الجانب الآخر، فإن كبرياء الفريق المصري بطل إفريقيا لدورتين متتاليتين يجعله لن يقبل إلا بالصعود للمونديال، وبالتالي أخذت المباراة حيزا كبيرا من الأهمية لتحقيق حلم الشعبين، ولكن لا يجب أن تتحول تلك الأهمية إلى توتر بين البلدين،خاصة أنها مباراة فى كرة القدم وليست حربا. أعتقد أن الناحية الاقتصادية لها دور كبير فى هذا الأمر، وكذلك العاطفة. فكل صحفي يريد النصر لبلده، وهو ما يدفعه إلى محاولة بث الحماس فى منتخب بلده وجماهيره، ولكن بصورة خاطئة وأرجو أن ينتهي هذا الأمر سريعا. أنا لدي ثقة كبيرة فى الناحية الأمنية فى مصر، كما أن الصحافة يجب أن تقوم بدورها فى التوعية الجيدة للجمهورين لتجنب حدوث أي صدامات فى المباراة، لأنني كما قلت إنها مباراة فى كرة القدم وليست حربا، وأعتقد أن الوضع الحالي لم يتخط المرحلة الطبيعية ويمكن السيطرة عليه. من الممكن إقامة لقاءات تقارب وود بين شباب البلدين من الصحفيين للحوار فيما بينهم، بالإضافة إلى تعدد اللقاءات الودية بين أندية ومنتخبات البلدين لإزالة الحساسية المصاحبة للقاءات بين البلدين فى المرحلة المقبلة فالطبيعي أن الدور الرئيسي للرياضة هو تقريب وجهات النظر والعلاقات الحميمة بين الشعبين وليس العكس. أنا لا أعتقد ذلك، فمواجهتا 89 و2001 ذهبتا بما فيهما من أحداث حزينة للبلدين، فدعونا نترك الماضي بما فيه، وننظر للمستقبل فقط، لأنني أرفض أن نوقظ ما حدث من تجاوزات فى المباراتين فى هذا التوقيت. العلاقات المصرية الجزائرية ممتدة منذ زمن بعيد، وستظل قوية على مدار الزمن، ولن تؤثر عليها نتيجة مباراة، فالجزائر ترتبط بمصر بعلاقات سياسية منذ القدم، وكذلك علاقات اقتصادية كبيرة، فهناك استثمارات مصرية بالمليارات على أرض الجزائر، وهناك جالية كبيرة جزائرية على أرض مصر. أريد أن أقول إن تلك المباراة هي رياضة، ويجب على الشعبين أن يتقبلا الخسارة، وأن تكون لدينا ثقافة الخسارة مثلما تكون لدينا ثقافة الفوز، وأن نتجاوز النتيجة مهما تكن والعودة إلى العلاقات الطيبة بين البلدين. لم أتصل بصديقي حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة حتى الآن، لأنني أرى أن نتعامل مع المباراة بصورة طبيعية، ولا نضخم الأمور، وقد أجريت اتصالا بالسفير المصري في الجزائر لترتيب سفر البعثة الجزائرية لمصر ، وأجريت اتصالا بالسفير الجزائري فى مصر للتأكيد على إرسال تذاكر الجمهور الجزائري والتي حددها الاتحاد المصري ب 2000 تذكرة، ونحاول من خلال الاتصالات الحالية زيادة عدد التذاكر إلى 3000 تذكرة. نحن لدينا ثقة فى الشقيقة الكبرى مصر، وأؤكد لك أن الجمهور الجزائري سيحظى بالترحيب فى بلده الثاني مصر، خاصة أننا اعتدنا على المعاملة الجيدة فى مصر. وأطالب المسؤولين المصريين أن تكون المعاملة بالمثل، فعندما حضر الوفد المصري إلى البليدة حظي بالترحيب والاستقبال الحافل، وأنا شخصيا قمت بزيارة المنتخب المصري والبعثة الإعلامية، وعملت على تذليل جميع العقبات أمام البعثة المصرية وهو ما نطالب به فى مباراة القاهرة. مصر ساعدت الثورة الجزائرية وهذا شيء يعلمه كل طفل جزائري، ولا يوجد شك فى ذلك، والجزائر منعت البترول عن الدول المؤيدة لإسرائيل فى حربها ضد مصر، وهو شيء طبيعي للعلاقات المتينة التي يرتبط بها البلدان، ولو حدث وتجرأت أي دولة على الاعتداء على الجزائر ستجد مصر فى مقدمة مناصري الشعب الجزائري والعكس صحيح، وتلك أمور تاريخية نتركها للمؤرخين، ولا يجب استغلال تلك العلاقات استغلالا سيئا فى مباراة كرة قدم فيها خاسر وكاسب. لا يعلم الغيب إلا الله، وأعتقد أن الفريقين يملكان أوراقا رابحة، وأتمنى أن يصعد الأفضل والأصلح لتشريف الكرة العربية فى المونديال. وعن نفسي سأكون أول مشجع للمنتخب المصري فى المونديال فى حالة صعوده، وأؤكد لك أن جميع الجزائريين سيشجعون المنتخب المصري فى حالة صعوده للمونديال والعكس بالنسبة للأخوة المصريين. عندنا مثل جزائري يقول وقت الحدث يكون الحديث. أقول لهم إنني أكن كل حب وتقدير للكرة المصرية بتاريخها الكبير ولدي العديد من الصداقات فى مصر، ونتلاقى ونتواصل ولا صحة لوجود توتر بين البلدين، وأقول إنني سأحضر مباراة القاهرة على رأس الوفد الجزائري، وواثق من أننا سنجد كل الحب من الأشقاء فى مصر، وأتمنى النصر للفريق الأفضل، والتوفيق للخاسر فى المناسبات القادمة.