لايختلف إثنان في كون مواجهة السبت القادم بين المنتخب الوطني ونظيره المصري تحبس حقا أنفاس الجميع إذ أنه لا يمكن تصور مواطن مصري أوجزائري لا يتابع المباراة الحاسمة ليس فقط لأهميتها القصوى باعتبارها ستحدد المتأهل إلى المونديال القادم بعد غياب لا يقل عن 20 سنة ولكن أيضا للحساسية التقليدية الشديدة التي تطبع العلاقة بين أنصارالبلدين، غير أنه قد لا يخطر على بال أحد أن هناك بعض الجزائريين الذين قرروا عدم مشاهدة هذه الموقعة التاريخية لكونهم متعلقين بشدة بالخضر ولا يرضون أن ينهوا المباراة دون الحصول على تأشيرة المرور إلى جنوب إفريقيا الصائفة القادمة، لا قدر الله، وهم ينظرون، حيث أبوا إلا أن يلهوا أنفسهم بأمور أخرى خاصة النوم الذي يرون فيه السبيل الوحيد الذي يخرجهم من الحاضر وبالتالي عدم معايشة مستجداته. سمير ( 26 سنة – جامعي) : " لن أشاهد المباراة لأنني أعاني من مرض القلب ""لا أكذب عليك إذا قلت لك أنني كلما تفكرت مباراة المنتخب الوطني ذهب عني النوم في الليل، لا أظن أنني سأتابع المباراة من فرط مناصرتي للخضر وخوفي من وقوع أي مكروه لا قدر الله، أنا واثق من أن لاعبينا سيدخلون بعزيمة كبيرة لأنهم أثبتوا حقا أنهم محاربون فوق الميدان وليس في الأقوال التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأقول لك أيضا أنني أعاني من مرض القلب لذلك سأتناول قرص الدواء المنوم لكي لا أتأثر بمشاهدة المباراة، وعلى كل فنحن حضرنا كل شيء من أجل الاحتفال بالتأهل إلى كأس العالم، ومن كثرة تعلقي بالمنتخب الوطني فلم أعد أسأل عن أحوال ونتائج فريقي المفضل شبيبة القبائل. رياض ( 23 سنة – عامل) : " قررت مشاهدة المباراة مع أصدقائي حتى لا أتأثر" " لقد جمعت عددا كبيرا من الرايات الوطنية بمختلف الأحجام، وإن شاء الله سنجعل ليلة ال15 نوفمبر القادم سهرة وفرحة عارمة إلى الفجر لأن هؤلاء اللاعبين يستحقون التشجيع، فنحن كجيل جديد لم نعش أفراح المنتخب الوطني وكل ما نتذكره هوالنكسات والخيبات المتتالية حتى صارت الأندية هي المسيطرة على عقول الشباب، وقد طلبت من أصدقائي إحضار جهاز تلفزيون من الحجم الكبير إلى مقهى الحي لكي نشاهد المباراة بشكل جماعي من أجل خلق جوحماسي سيزيد من لذة المتابعة" عبد الرحمان ( 45 سنة – عامل ) : " قد لا أشاهد المباراة لأنني شديد الإنفعال" " لا زلت أتساءل كيف سأتابع هذه المباراة من شدة انتظاري لموعدها، فقد ربطت كل وقتي بيوم 14 نوفمبر وأنا أحسب بالدقائق، ولا أتصور أبدا أن الخضر سيعودون بدون تأشيرة وأرى أنهم سيفوزون على الفراعنة لأن هؤلاء خائفين منا ويدركون أن صمت اللاعبين الجزائريين دليل على تركيزهم الشديد على المباراة، ولا أخفي عليك أنني كلما تذكرت المباراة تنتابني رعشة قوية وفي بعض الأحيان أفكر في عدم مشاهدتها لأنني شخص ينفعل بسرعة ومن الممكن أن أحطم جهاز التلفزيون، وأفضل أن أسمع الجديد من بعيد، وإن شاء الله سنحتفل جميعا يوم السبت مساء" منير ( 22 – بطال) : " أخشى أن يحدث لي مكروه يوم المباراة" " لا أفهم لماذا ينتظر المصريون حدوث المفاجأة يوم 14 نوفمبر ولماذا يزعمون أنهم سيسجلون ثلاثة أهداف في مرمى قاواوي، فليعلموا إذن أن الخضر سيفوزون بنتيجة هدفين مقابل هدف، سأتابع المباراة على الأعصاب كباقي الجزائريين وكم كنت أتمنى أن أكون حاضرا في " لبلاد" لأشاهدها مع أصدقائي كما تابعنا سويا المباراة مع رواندا وكانت الأجواء رائعة جدا، لقد اقتنيت الراية الوطنية و"بوستير" للمنتخب الوطني وإن شاء الله سنكمل الفرحة ابتداء من 14 نوفمبر" فوضيل ( 40 سنة ) : " الشيء الجميل أن المباراة ستصادف عيد ميلادي" " من الصدفة أن مباراة الجزائر ومصر جاءت مصادفة لتاريخ ميلادي وهو14 نوفمبر وهدا ما يشعرني بالفخر، ورغم أنني لست من المولعين بكرة القدم إلا أن هده المباراة لديها طعم خاص فالكل يتكلم عنها في كل الأماكن، بالنسبة لي سأتابعها لكن ليس بنفس حماس الآخرين وأتمنى أن يفوز الخضر لتكون قرحتي مزدوجة" فاتح صالح سافر إلى القاهرة راجلا من المتوقع أن جماهير الكرة الجزائرية والمصرية لن يقف في طريقهم شيء حتى يستطيعوا متابعة المباراة داخل ملعب القاهرة أوخارجه وهوما دفع مواطن جزائري اسمه فاتح صالح إلى قطع رحلة طويلة من الجزائر وحتى القاهرة لمناصرة منتخب بلاده في المباراة الفاصلة يوم 14 نوفمبر. وكان صالح قد وصل إلى الجماهيرية الليبية سيرا على الأقدام قادماً من الجزائر وقد استغرق 29 يوماً للوصول إلى مدينة طبرق، وقد حل ضيفاً على نادي الصقور العريق أحد أقدم الأندية الليبية. وأشار المشجع الجزائري في لقاء مع الإذاعة بمدينة طبرق أنه ذاهب إلى مصر ليقول لهم أننا شعبا واحدا ولا تفرقنا كرة القدم، وقد زاره بعض الإخوة الجزائريين المقيمين هناك. وقد حفظ المشجع الجزائري جميع المدن التي مر عليها خلال رحلته الطويلة من الجزائر وحتى الحدود المصرية الليبية. يذكر أن الفراعنه سوف تواجه الخضر في مواجهة مصيرية يوم 14 نوفمبر ويحتاج أبناء حسن شحاته للفوز بفارق ثلاثة أهداف من أجل الصعود للمونديال أوالفوز بفارق هدفين واللجوء لمباراة فاصلة.