"معاك يا سعدان رايحين للمونديال"، "معاك يا سعدان جايين للسودان"، "فيزا للسودان خير من فيلا في الطليان"، "إن شاء الله يا ربي لالجيري كاليفي"، "الجيش الشعب معاك يا سعدان في السودان"، إضافة إلى الشعار الأبدي "وان، تو، ثري... فيفا لالجيري"، هي إذن شعارات كثيرة لا يكفي المقام لذكرها جميعا، جاد بها أنصار "الخضر" لمؤازرة ومساندة الفريق الوطني. ومع كل خرجة أو حادثة رياضية، يبرز إلى الوجود شعار جديد يردده الأنصار في المدرجات والشوارع ويكتبونه على اللافتات والجدران. والمثير في الأمر، هو التداول الكبير لهذه الشعارات بين أوساط الشعب مقارنة بشعارات أخرى، كتلك أطلقت خلال الحملات الإنتخابية والتي لا ينتبه لها أحد، حتى وإن كتبت بالدارجة وعلقت في كل مكان. هي إذن الرياضة التي وحّدت الصفوف وخلقت روح الوطنية، في وقت كنا نظن أنها انعدمت، هي إذن الرياضة التي أعادت الألوان الحمراء والخضراء والبيضاء إلى الواجهة، هي إذن الرياضة التي فعلت ما لم تفعله السياسة، هم أبناء سعدان الذين فعلوا ما لم يفعله أبناء بوتفليقة الوزراء. خرجوا بالآلاف يهتفون بحياة الجزائر في كل شبر من هذه الأرض الطاهرة، خرجوا بالمئات في باريس، لندن، مارسيليا وحتى غزة بفلسطين، وإن منعوا في الكويت، إلا أنهم وعدوا بالخروج في قطر في حالة التأهل يوم الأربعاء. والملفت للإنتباه وسط كل هذا الصخب، هو النقطة الكبيرة التي أحرزها الرئيس بوتفليقة عندما أمر بتقديم تسهيلات لنقل 10 آلاف مناصر جزائري إلى السودان ومجانية تذاكر الملعب وتخفيض سعر تذاكر الرحلات إلى أقل من ربع السعر الحقيقي، وتكثيف الرحلات الجوية بين الجزائروالخرطوم، إضافة إلى التسهيلات الخاصة بمنح التأشيرة بالمطار. هذه المبادرة التي استحسنها الشعب الجزائري، وخاصة الشباب، الذين خرجوا في مسيرات حاشدة حاملين الأعلام الجزائرية ويهتفون بحياة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فألف مبروك للرئيس والهدف الذي أحرزه في قلوب كل الجزائريين. كشف مصدر، أمس الاثنين، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قرر إرسال مستشاره الخاص أخيه سعيد إلى العاصمة السودانية الخرطوم لمتابعة مجريات التحضير للمباراة الفاصلة، التي ستجمع الفريق الوطني بنظيره المصري، يوم الأربعاء القادم، على ملعب نادي المريخ السوداني. وحسب ذات المصدر الذي كشف للموقع الإلكتروني"كل شيء عن الجزائر"، فإن رئيس الجمهورية تأثر كثيرا بما حدث للبعثة الجزائرية بمصر. وأشار في ذات السياق، إلى أن بوتفليقة بعث بأخيه لإطلاعه مباشرة على مستجدات الفريق الوطني، قائلا "رئيس الجمهورية له ثقة كبيرة بأخيه، وقرار إرساله إلى السودان نابع من عزيمته على الوقوف وراء عناصر الفريق الوطني، ومن حسرة الرئيس على ما حدث لأبنائنا بمصر"، مضيفا في ذات السياق، أن بوتفليقة متمسك بتوفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية لعناصر "الخضر" للفوز وانتزاع تأشيرة التأهل للمونديال بجدارة.