مرة أخرى تتحدى إسرائيل العالم ، ضاربة كل الأعراف والقوانين الدولية عرض الحائط ، حيث رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بن يامين نتنياهو علنا تقرير غولدستون في الوقت الذي كان الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد على ضرورة دراسته . بعد فضيحة تعليق التقرير ، حول جرائم الحرب التي اقترفها العدوان الإسرائيلي على غزة ، من قبل السلطة الفلسطينية من خلال مساعيها السرية مع إسرائيل والولايات المتحدة ، والتي أثارت ردود أفعال غاضبة عربيا وإسلاميا لا سيما الفلسطينيين . مهددا باللجوء إلى اللوبيات اليهودية المتطرفة عبر العالم لحشد أكبر أصوات ، حتى لا يتم تمرير التقرير . نتنياهو أعلن أن بلاده ترفض أن يحال قادتها أومجرد جندي واحد أمام القضاء لارتكابهم جرائم حرب أثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة . مدعيا أن الجيش الإسرائيلي كان في مهمة الدفاع عن أمن اسرائيل ، هذا الأمن الذي تطلب استخدام أسلحة محظورة دوليا وآليات عسكرية متطورة ضد مدنيين عزل، معظمهم كانوا من النساء والأطفال ، حيث انتقد خلال افتتاحه الدورة البرلمانية الجديدة للكنيست انتقادا شديدا ، تقرير الأممالمتحدة الذي يتهم إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" في غزة خلال أوائل عام 2008 ، معتبرا أن هذه الوثيقة تعوق عملية السلام المزعوم . واصفا التقرير ب "المشوَّه والغبي"، زاعما أنه "يطعن في حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه العدوان . إعادة مناقشة التقرير الذي يفضح إسرائيل عما ارتكبته من جرائم حرب في القطاع ، وحد القادة الإسرائيليين رغم اختلاف المواقف فيما بينهم، لا سيما تسيفي ليفني أشد خصوم نتنياهو ، إلا أنه في هذه المرة وعندما تعلق الأمر بإسرائيل ،أيدت موقف الحكومة الاسرائيلية التي يتزعمها نتنياهو ، حول رفض تقرير غولدستون ورفض تقديم القادة الاسرائيليين إلى المحاكمة ، إذ أظهرت هذا التأييد في تصريحاتها أول أمس ، من خلال شنها هجوم عنيف على تقرير جولدستون، متعهدة بعدم السماح بمحاكمة القادة السياسيين والعسكريين لارتكابهم جرائم حرب في غزة. كما أثارت الأنباء التي ترددت بشأن عقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لمناقشة تقرير جولدستون حول جرائم إسرائيل في قطاع غزة ، غضبا كبيرا وسط الحكومة الإسرائيلية التي دافع رئيسها بنيامين نتنياهو عن قادة دولة الاحتلال الذين حصدت آلياتهم العسكرية أرواح أكثر من 1400 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء ، حيث جدد نتنياهو خلال خطابه في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة للكنيست الإسرائيلي، مطالبه المتمثلة في الاعتراف" بيهودية الدولة " كشرط للسلام المزعوم مع الفلسطينيين قبل الدخول في أية مفاوضات معهم . كما هدد نتنياهو بحشد أصوات كافية في إشارة منه إلى دعم اللوبي الصهيوني المنتشر عبر العالم ، لإسقاط إعادة طرح التقرير على التصويت، مشدداً وبلهجة غاضبة على أن حكومته لن تسمح بأن تتم محاكمة القادة الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم حرب في غزة والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلا ، من بينهم إيهود أولمرت، إيهود باراك ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني ، مدعيا أن هؤلاء اتخذوا قرار شن العدوان على مدنيين عزل في غزة ، للدفاع عن" أمن إسرائيل ".