يطير اليوم المنتخب الوطني باتجاه مدينة لواندا الأنغولية عبر رحلة جوية خاصة، حيث من المنتظر أن يجري هناك بعض الحصص التدريبية تحسبا للمباراة الأولى التي سيخوضها يوم الإثنين المقبل برسم الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا أمام منتخب مالاوي، والتي تكتسي أهمية بالغة من الناحية المعنوية للاعبين، فتسجيل نتيجة إيجابية في أول خرجة لها طعم خاص وستزيد من حماس أشبال سعدان الذي يعول كثيرا على التضحيات واللعب القتالي الذي يتميزون به خاصة وأن الانسجام واللعب الجماعي ناقص باعترافه شخصيا، ولو أن المنافس لا يعتبر من مصاف الكبار إلا أن" الشيخ" يؤكد في كل مرة أن كل المنتخبات التي وصلت إلى مرحلة النهائيات صعبة المنال ولو لم يكن لها اسم على الساحة القارية، ولا يمكن استبعاد المفاجآت خلال هذه الطبعة. وعلى ضوء الأجواء الرائعة التي تسود المنتخب الوطني في مركز التربص بفرنسا فيمكن التفاؤل خيرا، حيث أن التدخل الشخصي وفي الوقت المحدد لرئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة لتهدئة الأمور بعد الضجة الإعلامية المضللة التي قادتها بعض وسائل الإعلام وكذا الجاهزية التامة لأغلبية العناصر الأساسية ستضاعف من حظوظ الخضر لكسب النقاط الثلاث في المباراة الأولى. وحسب آراء بعض مناصري الفريق الوطني فإن رفقاء مطمور سيؤدون النهائيات المقبلة بنفس الكيفية التي أدوا بها التصفيات الأخيرة، حيث أن المباراة التصفوية الأولى كانت أمام المنتخب الرواندي غير المعروف قاريا وتضاربت الآراء آنذاك حول حظوظ الخضر فيها نظرا لغيابهم عن أنظار الجمهور الجزائري لفترة طويلة والنتيجة هي التعادل مع تضييع العديد من الفرص، وقد اعتبر الكثيرون تلك المباراة بالتجريبية باعتبارها الخرجة الرسمية الأولى، وهذه المرة سيواجه المنتخب الوطني نظيره المالاوي الذي يمكن إدراجه في نفس خانة المنتخب الرواندي من حيث وزنه على الساحة القارية، وقد أدلى مدربه بنفس التصريحات تقريبا التي صرح بها مدرب رواندا قبل المباراة، وهي الفوز المؤكد أمام الجزائر، ولذلك أكد عدد كبير من المناصرين أن المباراة الأولى يمكن أن تنتهي بالتعادل مع إمكانية فوز الجزائر لكونها متأهلة للمونديال ولاعبيها أكثر جاهزية من منافسيهم، حيث أنها مباراة جس النبض لكن وزن نقاطها من ذهب لأنها ستكون هامة جدا في حسابات التأهل للدور الثاني، وهذا رغم أنه بات من المتوقع أن يغيب كل من رفيق صايفي وعنتر يحيى ومراد مغني عن هذا اللقاء لكونهم يعانون من إصابات مختلفة ولن يلحقوا باللقاء الافتتاحي بأنغولا، ولكن من المتوقع أنهم سيكونون داعمين بقوة للفريق في المباريات المقبلة. وعلى الرغم من سماح الفيفا لعنتر يحيى بالمشاركة في البطولة إلا أنه ما زال يحتاج لعشرة أيام في برنامجه العلاجي حتى يعود إلى كامل لياقته. بينما تغيب رفيق صايفي عن تدريبات الخضر الفترة الماضية، بعدما تعرض لالتهاب شديد في اللوزتين، ولكن من المنتظر أن يتم إقحامه في لقاء مالي. أما مغني فعلى الرغم من عودته للتدريبات وتماثله للشفاء من إصابته الأخيرة؛ إلا أنه محتاج لفترة حتى يستعيد لياقته الكاملة وما زالت مشاركته في مباراة مالاوي غير مؤكدة. بينما أدى رفقاء بلحاج أحسن مباراة تصفوية لهم أمام المنتخب المصري، وهي المواجهة التي قيل عنها الكثير بسبب تفوق الفراعة على الورق حتى أنها أبكت المدرب الوطني على المباشر لكنه تمكن في الأخير من الفوز بثلاثية وجعلت منه نجما ساطعا، وقد شبه الكثيرون هذه المباراة بمواجهة المنتخب المالي في المباراة الثانية لكون هذا المنتخب أكثر قوة من مالاوي بنجومه العديدة، ويتنبأ أنصار الخضر بانتفاضة كبيرة لمحاربي الصحراء خلال هذه المواجهة وهي التي ستعبد الطريق أمامهم للمرور إلى الدور ربع النهائي، وعلى صعيد آخر قال هؤلاء أن اللقاء الأخير أمام أنغولا سيكون من أحسن المباريات في هذا الدور وذلك نظرا لكونه يجمع بين صاحب الأرض والمرشح الأول خاصة في حال ما أضيف لها عامل آخر وهوحاجة الفريقين الماسة إلى النقاط، وهوما تم تشبيهه بالمباراة التاريخية بين مصر والجزائر في أم درمان والتي أبلى فيها أشبال سعدان البلاء الحسن. ومن خلال كل هذا التحليل الذي اهتدى إليه أحد المناصرين الأوفياء للخضر يمكن القول أن الروح القتالية والعزيمة الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب الجزائري عندما يتعلق الأمر بتشريف الراية الوطنية هي التي ستصنع الفارق في أنغولا.