كان الإهتمام البالغ للمصريين بمباراة الجزائر أمام مالاوي متوقعا، ومن المؤكد أن الهزيمة بثلاثية كاملة قد أشفى غليلهم، خاصة وأنهم كانوا ينتظرون مثل هذه المناسبات التي يرون فيها المنتخب الذي حرمهم من المونديال ينهزم بتلك الطريقة، ففي وقت كان من الأجدر أن ينددوا بجدار العار الذي عزل من خلاله النظام المصري شعب غزة المجروح، راحوا يقيمون احتفالات لا معنى لها فرحة بهزيمة الجزائر، وهو ما يعكس درجة الحقد الدفين الذي لا يزال يحرق قلوبهم. فقد اهتمت أغلب الصحف المصرية الصادرة، أول أمس، بالحدث في قالب فكاهي وبأسلوب لا يمكن استعماله حتى مع ألد الأعداء، حتى أن بعثة المنتخب المصري في أنغولا من مسيرين ولاعبين أبدوا ارتياحهم لتلك الهزيمة، حيث أكدوا أنهم شاهدوا جزء من المباراة وقد تفاعلوا مع فوز المنتخب المالاوي، وعند علمهم بالنتيجة شعر اللاعبون بارتياح شديد وسادت حالة من السعادة أرجاء المعسكر. وبدورنا، نقول لهؤلاء الفراعنة أنه يكفينا أننا منعناهم من الوصول إلى المونديال الذي سنشارك فيه حتى ولو خرجنا منه من الدور الأول، أما هزيمتنا أمام مالاوي فلها مبرراتها ونعتبرها كبوة جواد. كما يمكن أن ندرجها في جملة المفاجآت التي حملتها هذه الطبعة، ومن بينها عودة المنتخب المالي في النتيجة بعدما كان منهزما برباعية حتى الدقيقة 77 من المباراة أمام منتخب البلد المنظم وكذا تعادل أفيال كوت ديفوار، المتأهلون لكأس العالم و المرشحون الأوائل للتتويج باللقب، أمام بوركينافاسو، بل وسنذهب إلى أبعد من ذلك ونقول إننا نقبل بالهزيمة أمام كل منتخبات العالم سوى أمام منتخبكم، حيث أنكم لم تستطيعوا الفوز علينا سوى في القاهرة بعد فرض حالة من الذعر والخوف وسط منتخبنا بانتهاج أساليب بعيدة عن أبجديات الكرة والأخلاق الرياضية. هذا، وقد تأسف العديد من أنصار الخضر الذين غصت بهم مقاهي العاصمة أول أمس لهزيمة الجزائر بثلاثية كاملة، حيث أكدوا أنها تعتبر قاسية نوعا ما من جانب ما أطلقوا عليه "شماتة الأعداء"، لأن الفراعنة سوف يجعلوا منها مادة دسمة للتفكه بها في أحاديثهم، ولكنهم عادوا بالقول: "المهم أننا لم ننهزم أمام المنتخب المصري، وهو الأهم".