أجمع المشاركون في الملتقى الفكري حول "واقع وآفاق المقروئية في الجزائر" على تراجع مستوى المقروئية في الجزائر.. وهو الأمر الذي يعود - حسبهم - إلى غياب الإرادة السياسية في تغيير الوضع، والبيئة غير المشجعة على القراءة• أرجع الأستاذ محمد سعيدي في مداخلته تحت عنوان "مشكلة المقروئية عندنا" أن هناك مفارقة كبيرة بين عدد المثقفين والقراء في الجزائر ، وهو الأمر الذي يحتاج حسبه إلى تشريح في ظل تراجع الاهتمام بالكتاب عما عليه في السابق، بعد خلو الساحة الثقافية من الكتاب "المفيد" والنقاشات الفعالة • كما اعتبر المحاضر أن المشكل يبدأ من الأسرة التي تتجاهل فكرة الاهتمام بتثقيف الطفل أوتخصيص جزء من الميزانية للكتاب، إلى جانب المدرسة التي اتهمها بالتقصير في مجال تكوين تلاميذ مهتمين بالقراءة.. خاصة مع غياب مكتبة مدرسية أوأندية للعلوم والأدب والفلسفة والنشاطات الثقافية• وقال سعيدي إن النظام المتبع في الجزائر فيما يخص المشروع الثقافي منذ الاستقلال إلى الآن.. هو برمجة نشاطات ثقافية وليس بناء ثقافي يمكن أن يدفع إلى خلق بيئة ثقافية • فيما اعتبر العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن الإحصائيات الواردة حاليا والتي تؤكد على تدني مستوى المقروئية في الدول العربية، والتي اعتبر أنها لا تمثل الفئة الحقيقية في المجتمع، ليطالب بالبحث عن الأسباب الحقيقية وراء العزوف عن القراءة التي رفض حصرها في المدرسة التي قال إنها صورة مصغرة عن المجتمع• أما الأستاذة رحيمة عيساني التي أعطت محاضرة حول الثقافة السمعية البصرية وآثارها على المقروئية، فقد أكدت أن الترجمة تعرف تميزا في دول المغرب خاصة في العلوم الإنسانية سواء في التأليف أوالترجمة عنها في الدول المشرقية رغم محدوديتها لغياب مراكز خاصة للترجمة• من جهته عاد الإعلامي والأستاذ باكرية نورالدين بالحاضرين إلى الفترات السابقة التي شهدت تشجيعا كبيرا من المسؤولين خاصة في العهد العباسي، للوصول إلى فكرة ارتباط المقروئية بالقرارات السياسية، كما تحدث عن فكرة صنع المثقف في الجزائر في ظل تراجع المستوى المعيشي الذي انقلبت فيه الموازين وأصبح فيه غيابا لتثمين مجهودات المثقفين التي يرى احتمالا في اضمحلالها إذا بقي الحال على ما هو عليه•