لا يختلف إثنان بأن مشوار المنتخب الوطني سواء في التصفيات الأخيرة المؤهلة للمونديال أونهائيات كأس إفريقيا بأنغولا كان مشرف جدا وأعاد الكرة الجزائرية إلى الساحة القارية وحتى العالمية، وساهم كثيرا في صناعة الأفراح عبر كامل التراب الوطني والتي غابت عن ملامح الجماهير الرياضية الجزائرية منذ مدة طويلة ولكن يبقى أهم إنجاز حققه الخضر بطريقة غير مباشرة هو إعادة روابط الأخوة والتضامن بين أنصار الأندية المحلية حيث تكلمت خلال كل مباريات الفريق الوطني لغة واحدة ورفعت رايات موحدة ناسية كل الفوارق والتوترات التي كانت سائدة من قبل، وقضت أيضا على بذور العنف في الملاعب، حيث أنه منذ بداية الموسم الحالي لم يتم تسجيل أي خروج عن الإطار الرياضي مهما كانت المواجهات، حيث كانت كل العقول مشدودة نحو مواعيد الخضر وأخبار اللاعبين، ولوأن ذلك أدى إلى نفور الأنصار عن حضور مباريات البطولة المحلية إلا أنه، كما يقال، درءا للمفاسد أفضل من جلب المصالح، والشيء الجميل أن الهدوء سيستمر دون شك حتى نهاية الموسم الحالي لكون المونديال سينطلق مباشرة بعدها. وإذا ما قارننا بين الموسم الحالي والمواسم الماضية فإن الفارق كبير جدا إذ أن مباريات الموسم الحالي خلت تماما من العنف حتى في الداربيات العاصمية التي عادة ما تشهد حالات استنفار قصوى وهوما يعتبر مؤشر إيجابي، ويؤكد أيضا أن أسباب العنف هي تعطش الجمهور للنتائج واللعب الجميل. وتشهد الملاعب الجزائرية أعمال عنف كثيرة، ودائما ما تكون هناك مناوشات ساخنة بين الجماهير بعضها البعض، لكن التفاف الجميع حول منتخب الجزائر الموسم الماضي خلال التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم خفف كثيرا من حدة التوتر في الملاعب. ولم تحظ مباريات الدوري الجزائري بأهمية معتادة في الفترة الأخيرة مقارنة بمباريات المنتخب الوطني التي شهدت حضورا غير عادي من الجماهير الجزائرية العاشقة لمنتخب بلادها. حسب ما أكد بعض الخبراء الرياضيين الجزائريين.