دشن فريقا شبيبة القبائل وشباب بلوزداد دخولهما في المنافسات الإفريقية بنتيجة مرضية، لم يكن أحد يتوقعها، خاصة بعد التراجع الرهيب الذي عرفته كرة القدم الجزائرية على المستوى القاري في الأعوام الأخيرة، ولذلك كان من الضروري الإشادة بهذه الإنجازات التي أتمت فرحة الجماهير الجزائرية بعد كل ما صنعه المنتخب الوطني، ومن المؤكد أن الأندية الجزائرية بدأت تستلهم من إنجازات الخضر في تمثيل البلد في المحافل الدولية وتستمد أيضا قواها من الجمهور العريض الذي أثبت أنه عندما تتوفر النتائج، فإنه قادر على صنع المعجزات. وأصبح رؤساء الأندية يوفون بوعودهم تجاه أنصار أنديتهم، حيث سبق للرئيس القبائلي حناشي أن أكد قبل السفرية التي قادت فريقه إلى غامبيا أن الشبيبة ستلعب من أجل الفوز، وحسم أمر التأهل قبل إجراء مباراة العودة في تيزي وزو. كما لم يخف تفاؤله بتشكيلته التي قال بشأنها إنها قادرة على رفع التحديات والصراع على كل الجبهات التي تدخلها الشبيبة. وعلى دربه، سار رئيس شباب بلوزداد محفوظ قرباج عندما صرح بأن الشباب عازم على الذهاب بعيدا في منافسة كأس الكاف وتعويض إخفاقه في كأس شمال إفريقيا. وهكذا، ينبغي أن يتصرف بقية الرؤساء من أجل الرفع من مستوى البطولة ومنها الكرة الجزائرية. "الكناري" مصمم على استعادة أمجاده في المنافسة الإفريقية أدت شبيبة القبائل إحدى أحسن مبارياتها هذا الموسم، عندما واجهت مساء السبت الماضي فريق القوات المسلحة الغامبية في بأنجول وتمكنت من فرض سيطرتها وخطف النقاط الثلاث في مباراة كان بإمكان أشبال السويسري غيغر تسجيل أكبر عدد من الأهداف لو لا التسرع ونقص خبرة بعض العناصر إن لم نقل معظمها في المنافسات القارية. وعرف المدرب كيف يسير طاقات لاعبيه على أرضية الميدان في ظل الظروف المناخية المعروفة في أدغال إفريقيا، كما أثبت رفقاء تجار قدرتهم على تطوير اللعب الجماعي والفردي عندما تقتضي الضرورة، فقد أبدع الثنائي حميتي وعودية في القاطرة الأمامية وتمكنا من هز شباك المنافس، رغم أن كل الظروف كانت في غير صالحهم. ولكن العمل الكبير الذي قام به غيغر من الجانب النفسي، أتى بثماره، حيث طالب لاعبيه بالتركيز على المباراة ولا غير. ولو أن المنافس لا يمكن اعتباره من مصاف الكبار، إلا أن الفوز سيكون له أثر إيجابي كبير على نفسية اللاعبين، خاصة وأنهم يكتشفون رابطة أبطال إفريقيا لأول مرة، بل إن أغلبهم أكد في وقت سابق أنهم اختاروا الكناري للتألق في هذه المنافسة التي تسيل لعاب كل اللاعبين، الأمر الذي سيجعلهم يضاعفون من مجهوداتهم تحسبا للمواعيد القادمة التي ستكون أكثر صعوبة، حيث يبقى أمامهم مشوار طويل للوصول إلى دور المجموعات، في انتظار الكشف عن المنافس القادم في الدور 32. وبهذا، يمكن القول إن الشبيبة معولة على استعادة أمجادها في سماء الكرة الإفريقية هذا الموسم واقتفاء آثار المنتخب الوطني الذي أعاد بدوره الكرة الجزائرية إلى الواجهة القارية والعالمية. الجيل الجديد ل "السياربي" يعيد الأمل لأبناء "لعقيبة" ومن جهته، فإن شباب بلوزداد الذي غاب عن تمثيل الجزائر في المنافسات الإفريقة، رد الإعتبار لنفسه على ملعب 11 جوان بطرابلس ضمن مباريات الدور التمهيدي من مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي وعاد من هناك بتعادل بطعم الفوز أمام فريق الترسانة المحلي، ولو أن هذا الأخير لم يتمكن من تعديل النتيجة إلا في اللحظات الأخيرة من المباراة. وقد كان لفريق الترسانة أول ظهور له على الساحة الإفريقية، ولم يستطع فرض سيطرته على المباراة حتى داخل قواعده، مما يوحي بأن الشباب تحكم في الوضع جيدا وعرف كيف ينظم صفوفه. ورغم النتيجة الإيجابية، إلا أن المدرب حنكوش لا يريد الحديث عن التأهل مسبقا، لأن التعادل حسبه يعتبر نتيجة مفخخة وأي هدف يسجله المنافس في لقاء العودة، الذي سيكون يوم 28 فيفري الجاري، فإن المأمورية ستصعب على الشباب، وبالتالي فقد حذّر لاعبيه من الغرور، خاصة وأنه يدرك جيدا أن أغلبية عناصره لم تتعود على المنافسة القارية.