دعا المجاهد ياسف سعدي أحد قادة جبهة التحرير الجزائرية، السلطات المعنية بضرورة اتخاذ تاريخ 19 جوان يوم وفاة أول شهيد بالمقصلة "أحمد زبانة" في عام 1956، كيوم وطني مثله مثل الأعياد المخلدة للثورة التحريرية، باعتباره أحد صانعي أحداث الثورة المظفرة، مذكرا بقصته المثيرة في السجن، نظرا لإيمانه القوي وشجاعته الفذة من خلال إقدامه على التضحية التي ترمز للفخر بأمجاد الشهداء الذين قدموا أنفسهم قربانا على مذبح الحرية من أجل أن تستعيد الجزائر استقلالها وسيادتها على أرضها وتخليصها من براثين الاستعمار الغاشم، حيث قال وهو يودع زملاءه قبل إعدامه" بنا أو بدوننا الجزائر ستحيا حرة مستقلة". ونوه المكلف بالاتصالات مع خلايا المناضلين بالقصبة "سعدي" خلال الندوة التي ألقاها بثانوية طارق بن زياد بمناسبة الذكرى الواحدة والعشرون ليوم الشهيد، بالتنسيق مع متحف المجاهد بملحقة رغاية، ومدير التربية للجزائر شرق، وبحضور نخبة من الأسرة الثورية، الإعلامية، والتربوية، لأهمية إحداث ثورة في مجال العلم من قبل الجيل الجديد وهي أكبر مكافأة تقدم للشهداء، لأن في رأيه جيل الأمس ذهب، والجيل الذي أتى بعده عليه تحقيق أمنية الأجداد في تحقيق مكاسب علمية ترتقي بالبلاد. من جهة أخرى، أرجع " ياسف سعدي" عدم استرجاع الأرشيف الجزائري من فرنسا رغم مرور48 سنة على الاستقلال، لوجود بعض الأطراف التي لايفيدها ذلك، نظرا لاستمرار تواطئهم مع فرنسا ضد مصلحة البلاد. واستغرب " ياسف سعدي" بعض المطالبين من فرنسا الاعتراف والإعتذار الرسمي للفضائع التي إقترفتها، قائلا "كيف نطالب الاعتذار من عدومارس أبشع الأساليب من تقتيل، تعذيب، تجويع، وإبادات جماعية للقرى"، واعتبر أن ما فعلته فرنسا يبقى وصمة عار في جبينها وستبقى عدوا وإن إعتذرت، مطالبا الجزائريين بضرورة طلب التعويضات من فرنسا عن كل الخيرات التي استنزفت طيلة 130 سنة. وأضاف " سعدي" المشارك في عدة أفلام ثورية منها معركة الجزائر، وبشأن سيناريو فيلم أحمد زبانة الذي يتولى كتابته وزير الدولة المكلف بالإتصال" عز الدين ميهوبي"، أنه قد إلتقى به وطلب منه تعديل بعض الأمور وإضافة أخرى، إلا أنه وبحكم مهامه الكثيرة لم يتفرغ للأمر، مناشدا شخصه الكريم بالتخلي عن كتابة سيناريو الفيلم وإسناده المهمة، لكونه كان الأكثر اتصالا ومعرفة للشهيد زبانة، إذ كشف المجاهد أنه كان على اتصال بالبطل قبل إعدامه عن طريق أحد السجناء الجزائريين وكان المكلف بالإتصال يسمى" ذباح" وهوما سمح له كما ذكر ببعث رسائل إلى أمه وهي الرسائل التي مازال يحتفظ بها إلى يومنا هذا.