يعاني قاطنو حي خروبة التابع لبلدية حاسي بونيف من جملة من المشاكل بسبب غياب المشاريع التنموية التي من شأنها تحسين أوضاعهم المعيشية. هذا الحي أطلق عليه سكانه تسمية "منطقة الموت " بسبب الوضع الكارثي الذي آل إليها في ظل الغياب التام للتنمية، الأمر الذي أثر على حياة قاطنيه التي أضحت بدائية بمعنى الكلمة، فالمتجول داخل أرجائه يدرك تماما أن التهميش والإقصاء المسلط على ذات الحي جعل منه منطقة ظل بامتياز يعاني فيها السكان ما يعانيه قاطنة هذه المناطق التي حظيت بمشاريع تنموية في إطار تحسين المستوى المعيشي لسكانها بأمر ومن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. والسؤال الذي يطرح هنا هو هل رئيسنا على علم بأن ولاية وهران تضم الكثير من الأحياء التي تحولت إلى مناطق ظل يعاني سكانها ويلات الحرمان، بسبب سياسة الإقصاء والاهتمام بالشكل الخارجي للولاية فقط، مع تهميش الأحياء الداخلية التي تؤم العائلات الفقيرة والهشة. وفي هذا الشأن صر ح سكان حي خروبة أن حيهم بات على وقع كارثة حقيقية بسبب مشكل الأوساخ الذي لم ينتهي و لا يزال قائما، حيث تنشر القمامات هنا و هناك مشكلة جبالا تستميل إليها الحشرات الضارة و الكلاب الضالة، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، مما أصبح يهدّد صحتهم، وما زاد الطين بلة أن الكثير من سكانه يعتمدون على الحفر التقليدية أو المطامير في ظل غياب قنوات الصرف الصحي، مما ساهم في انتشار روائح نتنة ينفر منها الزائر لهذا الحي، وهو ما جعل سكان الحي يطالبون بالرفع من عدد شاحنات رفع الأوساخ القليل جدا، الأمر الذي أصبح يساهم في تراكمها، وكذا ربطهم بقنوات صرف المياه القذرة حتى يودعوا حياة البؤس و الشقاء. الطرقات المهترئة مشكل آخر طرحه هؤلاء المغبونين الذين أكدوا أنهم يعانون الغبن كلما حل فصل الشتاء، عندما تتحول طرقات الحي إلى أوحال وبرك، كما طالبوا بتدعيم حيهم بالإنارة العمومية التي أصبح غيابها يمنعهم من الخروج ليلا، كما طالبوا والي وهران بزيارة حيهم المنسي للاطلاع على الوضع الكارثي الذين يعيشونه في منطقة الموت كما سموها.