تعود سكانتهم المبنية بالقصدير والطوب لأزيد من 50 سنة محيطهم البيئي كارثي، أوضاع معيشية يمكن وصفها بالمأساوية، وسط الحشرات والقمامة المركونة بكل زوايا الحي، الحياة أصبحت شبه مستحيلة عموما مع مشاكل بالجملة يتخبط فيها سكان حي بن بولعيد، ويعد مشكل السكن من أعقد الأزمات التي ينتظر السكان من السلطات حلها. تساءل سكان حي بن بولعيدفي العديد من المرات عن أسباب التهميش واللامبالاة المفروضة عليهم من طرف السلطات، مطالبين السلطات الولائية التدخل الفوري لإيجاد حلول عاجلة لأزمتهم السكنية التي طال لسنوات وانتشالهم من جحيم القصدير، ناهيك عن المشاكل اليومية التي أصبحت مألوفة بالنسبة لهم وأرهقت كاهلهم في ظل انعدام أدنى ضروريات العيش الكريم، وافتقارهم للمياه الصالحة للشرب أين يضطر السكان إلى جلبها من الأحياء المجاورة والتي في كثير من الأحيان تنعدم بها خاصة في فصل الصيف، أين حنفيات الأحياء المجاورة تشهد جفاف هي الأخرى ما يجعل السكان يعانون مع صهاريج المياه. علاوة عن النقائص التي يشهدها الحي في فصل الشتاء مع تساقط الأمطار، حيث تزداد معاناة العائلات أكثر مما كانت عليه سابقا، نظر للتصدعات والتشققات التي تعرفها جدران وأسقف بيوتهم، حيث تتسرب مياه الأمطار للداخل ما يجبر السكان على مغادرة منازلهم، فهناك من يلجأ إلى المبيت عند الأقارب خاصة في ظل التقلبات الجوية والتساقط الكبير لكميات الأمطار التي نشهدها هذه الأيام، والانخفاض المحسوس لدرجة الحرارة حيث يستحيل على قاطني هذه البيوت تحمل البرودة الشديدة. وفي هذا الصدد أبدى مواطنو الحي تأسفهم الشديد من تقاعس المسؤولين المحليين في اتخاذ تدابير سريعة من أجل ترحيلهم إلى سكنات تحفظ كرامتهم، حيث أن معاناة قاطني الحي لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته إلى العراقيل التي يعيشونها بشكل روتيني، الأمر الذي أثر على حياتهم في ظل الأوساخ والنفايات التي شوهت صورة الحي وأخلت بالمحيط البيئي بشكل عام، حيث أرجأ السكان سبب هذا المشكل إلى إهمال عمال النظافة لواجبهم كون شاحنات نقل القمامة لا تأتي إلى حيهم إلا نادرا، بهذا أصبح مشكل القمامة من النقاط السوداء التي تهدد صحتهم وتفتك بأطفالهم، وفي هذا السياق طالب السكان عبر»السلام» المعنيين باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذا المشكل. وما زاد الطين بله هو وضعية الطرقات التي زادت حالتها اهتراء في ظل غياب التهيئة، كما أن الطبب التي وضعت على مستوى مسالك الحي قد تعرت بفعل تساقط المطر لتصبح بركا تغزوها المياه، حيث انه استحال على السكان عبورها، كذلك الوضع نفسه تشهده قنوات الصرف حيث المياه العكرة والمتسربة من قنوات الصرف الصحي بسبب انسداد البالوعات انجر عنه انتشار الروائح الكريهة. وأمام كل الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها سكان حي «بن بولعيد» بات أملهم في التفاتة السلطات لمشاكلهم وإيجاد حلول لها ضئيلا جدا، خاصة بعد الوعود التي قطعتها عليهم في العديد من المرات، إلا أنها وللأسف الشديد لم تف بها.. فالملموس سيكون الدليل على الوفاء بالوعود على حد قولهم.