تشهد المدرسة الخاصة المتواجدة بالدارالبيضاء هذه الأيام بعد حلول موسم الدخول المدرسي، والتي تعمد إلى تقديم مختلف الدروس الخاصة والتدعيمية لفائدة التلاميذ إقبالا هائلا من قبل الأولياء رغم الأسعار المعتمدة المرتفعة، الذين يحاولون تسجيل أطفالهم المتمدرسين في صف بعض المواد و التي يعانون من ضعف كبير فيها، وهو الإقبال الكبير الذي تسبب في تشكيل طابور طويل من المواطنين، حيث يحاول كل واحد افتكاك مكان لأولاده المتمدرسين وسط هذا الكم الهائل من الأولياء وأرباب الأسر، الذين يسارع الكثير منهم إلى التفكير في رفع المستوى التعليمي لأطفالهم الّذين يزاولون الدراسة في مختلف الأقسام والمستويات من خلال الانضمام إلى صفوف الدروس الخاصة. وخلال تواجدنا بهذه المدرسة الخاصة، وقفنا على هذه الحقيقة حيث شاهدنا بأم أعيننا أن هناك إقبال كبير وغير مسبوق على هذه المؤسسة التعليمية الخاصة، التي فتحت أبوابها في منطقة الدارالبيضاء منذ ما يقارب أربع سنوات فقط حسب بعض المصادر من قبل العائلات والأولياء، الذين باتوا مؤخرا يرون فيها الملاذ الوحيد والحل الأمثل لتدعيم المستوى الدراسي لأولادهم المتمدرسين في مختلف الأطوار والتخصصات، والذي على ما يبدو بدا يعرف تراجعا كبيرا خاصة بالنسبة لفئة كبيرة من التلاميذ . وفي ذات الوقت الفرار من كارثة إعادة السنة، سيما بالنسبة الأولياء والأمهات بشكل خاص الذين سبق وان عاشوا مرارة وقساوة التجربة وتبعاتها السلبية. وخلال الجولة الميدانية التي قادتنا إلى هناك، سعينا إلى الاقتراب من إحدى الموظفات في إدارة هذه المدرسة الخاصة حتى نتمكن من الاطلاع على الوضع عن كثب، وفي هذا الصدد كشفت السيدة نبيلة حوالي ليومية" الوطني"' أن المدرسة تشهد بالفعل خلال هذه الأيام حالة من الإقبال الكبير من قبل العائلات وأرباب الأسر والأولياء بشكل خاص، الذين أضحوا يرون فيها المقصد والوجهة الوحيدة التي من الممكن أن تنقد أبناءهم المتمدرسين من مشكل ضعف المستوى في بعض المواد وأيضا من كابوس إعادة السنة، وهي المشكلة الكبيرة التي أرقت هؤلاء الآباء والأمهات مرات عدة حسب العديد منهم، لتضيف المتحدثة أن ذات المدرسة تعمد إلى تقديم دروس خاصة وتدعيمية في مختلف التخصصات والمواد الدراسية ، وكل تخصص وضع له سعر أو ثمن معين شهريا، مؤكدة في ذات السياق أن المدرسة تستقطب بدرجة كبيرة أولياء التلاميذ الذين يدرسون في الطور الابتدائي والمتوسطي بشكل كبير، كما المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء إلى جانب بطبيعة الحال اللغات على غرار العربية والفرنسية والانجليزية فهذه الأخيرة تعرف إقبالا كبيرا من التلاميذ وأولياءهم ، لتختم بالقول أن نجاح هذه المؤسسة التعليمية الخاصة في مهنة التعليم هذه وتحقيقها لنتائج جد إيجابية ومرضية للغاية هي من دفعت العائلات وأولياء التلاميذ للتوجه إليها حسب ما ذكرت. من جهة أخرى، ارتأينا الاقتراب من بعض هؤلاء الأولياء وفي هذا الصدد، أكدت لنا السيدة نادية، ربة بين وأم لثلاث أطفال متمدرسين أحدهما في الطور المتوسط والاثنين الاخرين في الصف الابتدائي أنها بالكاد تمكنت من افتكاك مكان لأولادها الثلاثة المتمدرسين، وذلك بسبب الإقبال الكبير واللافت والاقتحام إن صح القول ما جعلها تتحمل الوقوف والانتظار لعدة ساعات وسط هذا الطابور الكبير والطويل، لتضيف أنها قامت بتسجيل أبناءها الثلاثة في بعض التخصصات التي ترى أنهم يعانون حالة ضعف كبير فيها لتراجع مستواهم فيها، خاصة وأن أحد أبناءها الذي يدرس في الطور الابتدائي قد أعاد السنة العام الدراسي الماضي، على الرغم من أن هذه الدروس التدعيمية مرتفعة الثمن إلا أنها لا تملك حلا بديلا، لتؤكد أنها ستقوم بدفع ما يقارب 5000 دينار شهريا في سبيل تمكين أولادها الثلاثة من هذه الدروس، التي ترى أنها الحل الوحيد الذي يمكن أن يرفع من المستوى التعليمي لابناءها ويجنبها من تكرار سيناريو إعادة السنة حسب ما أفضت به لنا.