ما يزال المواطن في الكثير من المناطق يعاني من غياب أبسط ضروريات العيش الكريم متسائلا فيما أصبحت تصرف الملايير من الأموال وأين التنمية التي كثيرا ماتحدث عنها المنتخبون في مجالسهم. إذ ما تزال 20 عائلة تقطن بمنطقة بوعلين ببلدية بنايرية بالجهة الشمالية الشرقية تكابد مرارة الفقر في ظل غياب كلي للتنمية فحسب عريضة شكواهم – تسلمت "الوطني "نسخة منها لم يستفد هؤلاء من أية مشاريع من شأنها بعث الحياة هناك وتحسين نمط عيشهم الذي ما يزال يقتصر على تربية الأغنام والمعز والفلاحة بالاعتماد على إمكانيات بسيطة وبدائية فقط في محاولة منهم لتوفير ما يسد رمقهم، وقد فرضت العزلة التي تصنف في مقدمة انشغالاتهم إقامة جبرية للأبناء ولأولياء بالأخص في هذا الفصل مع تهاطل الأمطار وجريان الوادي وإهتراء الطريق الوحيد الذي يربطهم بالمدينة على مسافة 30 كلم والذي هو عبارة عن ممر تكسوه الأوحال والأتربة ، يتوقف العديد من التلاميذ الطور الابتدائي عن الدراسة لأيام، لتعذر التحاقهم بالمؤسسات وخوفا على حياتهم من الهلاك حيث لم يعبد منذ 20 سنة ، رغم الشكاوي العديدة المقدمة لرئيس البلدية . هذا وتفتقر المدرسة حسب شكوى السكان هي الأخرى للظروف التربوية الملائمة لتمدرس أبنائهم فالاكتظاظ وغياب التدفئة أسباب والنقل المدرسي شبح آخر يدفع بالتلاميذ للكف عن الالتحاق بها في ظل البرودة القاسية نظرا لطبيعة المناخ هناك وتواجدهم في أعالي الجبال والمنحدرات الوعرة إذ تعيش أغلب العائلات في منازل أقل ما يقال عنها أنها تعكس فترة الاستعمار بالرغم من تمسك هؤلاء بأراضيهم ورفض فكرة النزوح أملا منهم أن تمس التنمية يوما قراهم وتخصصهم السلطات المحلية بدعم لبناء سكنات تعيد لهم كرامتهم إلا أنها بقيت مجرد انشغالات لم تجد آذانا صاغية، ما يقال عن الطرقات والتربية والسكن يقال عن الصحة التي تغيب كليا في الجهة إذ يقتصر مواطنو الجهة على التداوي بالأعشاب واستخدامها لحاجاتهم الطبية أما الحالات الإستعجالية فيتكبدون العناء الكبير لإيصالها لأحد العيادات والمستشفيات في المدينة ، وما يبقى يحز في نفوس سكان هذا الدوار أنهم لم يستفيدوا من إعانات في إطار برنامج الدعم الريفي سواء سكن أو مشاريع أخرى من شأنها بعث الحياة في الجهة وتحسين مستواهم المعيشي كون أغلبهم ينحدرون من عائلات معوزة ومحدودة إذ ما يزال أغلبهم يقبعون تحت بيوت من الطوب والقصدير طالبوا بشأنها تدخل المسؤول الأول بإيفاد لجنة تحقيق إليهم لمعاينة وضعهم وإخراجهم من البؤس الذي يعيشونه ورفع غبن عنهم في أقرب الآجال. وقد أقر النائب الثاني للمجلس الشعبي البلدي لبلدية بنايرية في رده بالنقائص المسجلة في هذا الدوار وأنه سيستفيد من الانارة الريفية قريبا ، أما فيما يتعلق بالماء الشروب فهناك المياه الجوفية التي يستعملها هؤلاء بعد أن تخضع للمراقبة والتحاليل من طرف مصالح النظافة بالبلدية إلى جانب وجود قاعة للعلاج، أما الطرقات فستكون في البرنامج الجديد. هو واقع يعكس بصورة جلية معاناة المواطن في المناطق النائية فالتنمية أضحت مجرد شعارات يتغنى بها المنتخبون في حملاتهم لكسب الأصوات والفوز بالمقاعد ، ومن جهة أخرى غياب الرقابة على هؤلاء ما جعل المغلبين على أمرهم البسطاء يبقون في خانة النسيان دون أي حلول تذكر .