شهدت مدينة سيدي بلعباس وكذا بلدية سيدي لحسن القريبة من عاصمة الولاية، أمسية أمس الأول حوادث شغب وأعمال عنف وتخريب طالت العديد من المرافق العمومية والخاصة وأسفرت عن نتائج وخيمة وخسائر بملايين الدينارات، بحيث تواصلت الإحتجاجات وموجة الغضب لساعات متأخرة من ليلة السبت للأحد، وأتت الجماهير الغاضبة على كثير من المرافق، وأغلقت الطرقات بالعجلات المطاطية، مع الرشق المتواصل بالحجارة و قارورات المولوتوف، وكانت مصالح الأمن في ذروة استنفارها من أجل تفريق الشباب الغاضب، فقد طالت أيادي التخريب مقرات تقع بحي سيدي الجيلالي شمالي المدينة مقر الولاية، المتضرر الأكبر، بحيث تم إقتحام مقر وكالة الجزائرية للمياه بنفس المنطقة والذي خرب عن كامله، نفس الأمر شهده مقر سونلغاز الوكالة الجهوية، والبناء المقابل لها، لوكالة البدر بنك الذي حاولت الجماهير الغاضبة إقتحامه بالقوة، قبل أن تتدخل المصالح الأمنية لملاحقتها، ومن جانب آخر، تضررت و بشكل كبير دار الثقافة كاتب ياسين، والتي هشم هيكلها الزجاجي، مما يؤكد خسائر بالغة في هذا المرفق، كما تم التعدي على مقري ملحقة البلدية و كذا مركز البريد بحي بن حمودة شمالي المدينة، هذا الأخير عرف أعمال عنف كبيرة، طالت حتى مقر الأمن الحضري 11 الذي تم رشقه بالحجارة، مما إضطر أعوانه للبقاء زهاء ساعة من الزمن داخله ووصد الأبواب توخيا لأي طارئ، هذا و قد تم رشق مقري الأمن الحضري الخامس و الثاني عشر بالحجارة، ومن جانب آخر، طالت أعمال التخريب قباضة الضرائب، و مقر حزب الجمع الوطني الديمقراطي القريب منها، وكالة سامسونغ –سمحة بحي قرموش محمد، و التي نهبت عن آخرها، إضافة إلى حرق فرع شركة السيارات سيتروان المتواجد بمخرج المدينة أسفل عمارات العدل، هذا و قد تدخلت المصالح الأمنية لتفريق المتظاهرين الذين هاجموا مقر الإذاعة المحلية، و حاولوا إحراقه بالزجاجات الحارقة، لتتوجه الجماهير الغاضبة نحو مقر المحكمة الإدارية، ووكالة التأمينات الجزائرية (الأس-آ-آ) بحي بوعزة الغربي و اللتان تعرضتا للرشق بالحجارة، أما بالنسبة لفتيل الإحتجاجات في حي عيسات إيدير المعروف بطريق الغزلان محليا، فقد كانت لدى قاطنيه ليلة بيضاء، بحيث قام عشرات الشباب برشق واجهات المحلات، و محاولة إحراق فرع نفطال به، بإضرام النار داخل سيارات بالقرب منه، والعجلات المطاطية، مع العلم أن مصادر مؤكدة صرحت أنه تم حرق تسع سيارات بالمدينة مقر الولاية، من ضمنها سيارة إسعاف، جراء أعمال الشغب التي إندلعت خصوصا بطريق الغزلان ، و حي الصخرة، و حي سيدي الجيلالي، كما إمتدت أعمال الشغب إلى كل الأحياء تدريجيا على غرار حي أحمد زبانة المعروف بطريق معسكر، و حي العربي بن مهيدي المعروف بقمبيطة، وحي الأمير عبد القادر المعروف بالقرابة، الذي نزلت منه جماهير غاضبة غفيرة، كما تم حرق جزئي لمقر بلدية سيدي لحسن، و قد قامت القوات الأمنية لمكافحة الشغب بتطويق المراكز الحيوية مع إلقاء القبض على 58 متظاهرا أغلبهم من المراهقين، والمسبوقين قضائيا، وكذلك أربعة قصر و اللذين اقتيدوا نحو المراكز الأمنية من أجل التحقيق معهم، لمداهمتهم لمقرات حكومية و تحطيم ملك عمومي و خاص، بالإضافة إلى تسجيل 10 جرحى في صفوف الأمن، بينما عاشت المدينة مقر الولاية نهار أمس في حدود منتصف النهار إنطلاق أعمال شغب جزئية بحي أحمد زبانة و تدخلت المصالح الأمنية من اجل تطويق هذا الإحتجاج قبل أن يتحول إلى مواجهات لليوم الثاني، و إلى غاية الساعة تبقى الأجواء حذرة بالمدينة مقر الولاية، و فضل العديد من المتعاملين التجاريين عدم فتح محلاتهم، وتم تطويق العديد من المقرات الحكومية الحيوية كمقر الدائرة و الولاية.