تحولت جامعة السانيا بوهران مؤخرا إلى مكان لا يصلح للدراسة ولا يليق أبدا بسمعة الجامعة الجزائرية، فمنذ ثلاث سنوات تقريبا، أصبح الوضع بها كارثيا ولا يحتمل بالنسبة لمئات الطلبة الذين يزاولون دراستهم بها. عبر العديد من الطلبة الذين يدرسون بجامعة السانيا عن تذمرهم من الوضع الذي آلت إليه الجامعة خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تحولت حسب الطلبة إلى مسرح للكلاب وتربية الحمام، إذ يشاهد وباستمرار انتشار الكلاب بالجامعة التي أصبحت تثير الرعب والخوف وسط الطلبة، وحسب ممثل "الإتحاد الطلابي الحر"، فإن الجامعة أصبحت مكانا مهجورا، إلى جانب أن ساحات الجامعة تحولت إلى مساحات كبيرة للقاذورات والأوساخ التي أصبحت تهدد حياة الطلبة الذين يدرسون فيها، وتحولت معظم الأقسام والمدرجات إلى أماكن للجرذان والفئران، كما أشتكى الكثير من الطلبة الذين لا زالوا في هذه الجامعة، اشتكوا من تردي أوضاع الأقسام والمدرجات التي هي عبارة عن شاليهات تسمح بمرور الأمطار والبرد خاصة في فصل الشتاء، وهو ما أدى إلى إصابة الكثير من الطلبة بأمراض، كما أن الجامعة أصبحت لا تحتمل للدراسة، خاصة وأن معظم الأقسام أصبحت جدرانها مهددة بالانهيار في أية لحظة، خاصة وأن بناء الجامعة يعود إلى زمن بعيد، ولم يتم ترميمها لحد الآن، كما عبر الطلبة عن تذمرهم من غياب الأمن الذي أصبح يساهم بشكل كبير في وقوع الاعتداءات والسرقات داخل الحرم الجامعي، والأمر لا يتوقف هنا، بل تحولت الأقسام الشاغرة بالجامعة إلى مكان لتعاطي المخدرات واللقاءات العاطفية، خاصة وأن الجامعة أصبحت أبوابها مفتوحة للغرباء الذين يترددون كثيرا عليها في ظل غياب مركز للمراقبة، أما مدخل الجامعة التي للإشارة تحوي الكثير من الأبواب، فهو ما ساهم بشكل كبير في دخول هكذا أشخاص إلى الجامعة، بالإضافة إلى افتقار المكتبة الجامعية إلى الكثير من المراجع التي من شأنها مساعدة الطلبة في إنجاز بحوثهم ومذكراتهم، إذ أن المكتبة لا تحوي حاليا سوى بعض الكتب القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب، مشكل آخر بات يرهق كاهل الطلبة، هو الوضع السيئ الذي آل إليه المطعم الجامعي، حيث أصبح مكانا للحشرات والأوساخ، وكذلك الشأن بالنسبة للمراحيض الموجودة بالجامعة التي أغلقت الكثير منها، في حين اضطر الكثير من الطلبة إلى تجنب الدخول إليها بسبب الوضعية السيئة التي أصبحت عليها بسبب الإهمال الذي طالها، والراجع أساسا إلى تماطل عمال النظافة في عملهم، والذين أصبحوا يجبرون الطلبة على دفع المال مقابل الدخول إليها، كل هذه الأوضاع التي أصبحت تحوم حول الجامعة جعلت الطلبة يطالبون بضرورة التدخل الفوري من أجل إنهاء المهازل، من خلال تحسين الوضع أو غلق الجامعة نهائيا بحكم أن ظروف الدراسة بها أصبحت غير ملائمة، وهي آخذة في التدهور مع مرور الوقت.