وإن أشارت التقارير الرسمية إلى تقلد الجزائر ذيل الترتيب من حيث عدد الإصابات بداء فقدان المناعة المكتسبة الإيدز مقارنة بدول العالم، بتسجيلها أقل من واحد بالمائة، إلا أن المنظمة العالمية لمكافحة السيدا أكدت وجود أزيد من15 ألف شخص بالجزائر يحملون الداء، ويجهلون إصابتهم، لعدم إقدامهم على إجراء التشخيصات الخاصة بالفحص المبكر. هذا ما أكده ممثلون عن المنظمة العالمية للوقاية من الإيدز، خلال اليوم الدراسي حول السيدا وحقوق الفئات المحرومة المنظم من قبل جمعية الوقاية من السيدا بوهران، هاته الجمعية التي كانت سبّاقة في فتح الأبواب أمام الأشخاص العادين من أجل إجراء التشخيصات الأولية للكشف عن وباء العصر الإيدز، أجرت منذ مطلع السنة 305 تشخيص أولي أسفر عن اكتشاف 20 حالة حاملة لداء فقدان المناعة المكتسبة، بينهم 74 رجلا اعترفوا بإقامتهم علاقات جنسية مع رجال، ويخشون انتقال عدوى الإيدز إليهم، وظهر بعد إجراء التحاليل إصابة ستة منهم بالإيدز، ويبقى عدد الأشخاص الذين أقبلوا على التشخيص المبكر لداء العصر ضئيلا مقارنة بالحالات التي هي حاملة للداء وتجهل إصابتها، حيث أكدت تقارير"أوني سيدا" بوجود أزيد من 15 ألف حالة بالجزائر تحمل وباء فقدان المناعة المكتسبة، وهي لا تعرف وضعيتها الصحية، كونها لم تتشجع لإجراء التشخيصات اللاّزمة بحالاتها، وقد يكون ذلك راجعا إلى نقص التحسيس، والتراخي في ضبط الآليات التي من شأنها تشجيع الشخص لإجراء التحاليل المناسبة، علما أن عدد الإصابات بالجزائر حسب الأخصائيين المشاركين في اليوم الدراسي بلغ 5000 إصابة، وهو رقم أعطى انطباعا لدى الأخصائيين بانخفاض نسبة الإصابات بالإيدز إلى أقل من واحد بالمائة، في حين تبين من تحقيقات "أوني سيدا" أن نقص التوعية هو ما خفض الإصابات، وأكد الأخصائيون إلى أن الحل يكمن في تكثيف دور العيادات التي تُعنى بأخذ الفحوصات المبكرة للداء، والتكفل على وجه الخصوص أيضا بنفسية المصابين بالسيدا، عن طريق إدماجهم إجتماعيا. هذا وأكدت مصادر طبية بجمعية الحق والوقاية من السيدا، إلى أن هناك 1700 حامل فيروس فقدان المناعة المكتسبة بالغرب، بينهم 800 مصاب بوهران، كانوا قد رفعوا دعوى قضائية ضد مستشفى وهران بعد فضيحة تذبذب إفادتهم بالأدوية المناسبة، وهي ثاني دعوى قضائية ترفع من قبل المصابين بسبب نقص الأدوية منذ بداية السنة.