استأنف فريق ترجي مستغانم تحضيراته أول أمس، على مستوى ملعب محمد بن سعيد بمركب الرائد فراج في أجواء غير عادية، جراء المشاكل التي يعيشها الفريق منذ التعثر أمام اتحاد البليدة الأخير، ما أسفر عن استقالة الطاقم الفني، الذي سئم الوضع الحالي في ظل تجاهل الإدارة لمطالب اللاعبين، فيما يخص الوفاء بتسديد مستحقاتهم المتراكمة، ليبقى الأنصار في حيرة من أمرهم ويترقبون الجديد في أي لحظة، لاسيما وأن البقاء لم يتحقق بعد والمأمورية لازالت تزداد صعوبة، بالنظر للرزنامة التي تنتظر رفقاء الامالي مستقبلا. وعرفت الحصة التدريبية الأولى عدة غيابات في صفوف التشكيلة لأسباب متباينة، حيث سجلنا حضور قرابة ال 14 لاعبا فقط بمن فيهم عناصر الآمال، وهي المؤشرات التي توحي بأن الفريق متأثر بالنتائج المسجلة مؤخرا، بعدما علم أيضا بقرار انسحاب الطاقم الفني، الشيء الذي زاد من تعقيد الأمور أكثر، وترك المجال مفتوحا لكل الاحتمالات، في انتظار تحرك الإدارة المطالبة بإرجاع الأوضاع إلى نصابها قبل فوات الأوان. وأشرف على أول موعد تدريبي القائد بلحول الغالي، في ظل غياب الطاقم الفني أين تم التركيز على الجانب البسيكولوجي، والرفع من المعنويات مع محاولة التحسيس بخطورة الوضعية التي يتواجد فيها الفريق، من خلال الحديث مع اللاعبين مطولا، قبل أن تبرمج بعض التمارين الخفيفة بالكرة وبدونها، ثم افترق الجميع في أجواء لا تبعث على الارتياح. مداحي وبرباري بالزي المدني في وقت غابت معظم عناصر التعداد الأساسي عن حصة الاستئناف، سجلنا حضور مداحي وبرباري بالزي المدني، أين كانت لهما جلسة خفيفة مع زملائهما، قبل أن يغادرا الملعب حيث أكد ابن الباهية وهران مداحي بأنه يعاني من إصابة على مستوى القدم، جراء التدخلات القوية التي تعرض لها من قبل مدافعي البليدة، بينما يبقى ابن بجاية برباري عبد المالك ينتظر أسبوعا آخرا لاستنفاد العقوبة المسلطة عليه منذ مباراة شبيبة الساورة. الطاقم الفني نفد تهديده والكل ينتظر عدوله عن القرار يبدو أن قرار الطاقم الفني بالانسحاب من تدريب الفريق بعد نهاية مباراة اتحاد البليدة تجسد على أرض الواقع، من خلال غيابه عن الحصص التدريبية الأولى لهذا الأسبوع، وهو ما يؤكد بأن عصمان ومساعديه لا يريدون العودة، إلا بوجود ضمانات ملموسة تتيح للاعبين تلقي مستحقاتهم العالقة، قصد مواصلة العمل براحة، خاصة وأن باقي المشوار جد صعب ويتطلب تضافر جهود الجميع، وتوفير كل الإمكانيات لتحقيق الهدف المنشود. الإدارة تجتمع بالطاقم الفني المستقيل وبغية احتواء الوضع وتفادي الانفجار، قررت إدارة الترجي الاتصال بالطاقم الفني ومحاولة إقناعه بالعدول عن قراره، الذي جاء في ظرف صعب يمر به الفريق، حيث علمنا أنه تم تنظيم اجتماع موسع جمع كافة الأطراف من أجل وضع النقاط على الحروف، ومناقشة كل الأمور العالقة التي تعرقل المسيرة الايجابية للترجي، وهو ما قد يؤدي إلى عودة المياه إلى مجاريها الطبيعية. تراجع عصمان عن الاستقالة وارد جدا وفي خضم الاجتماع الماراطوني الذي جمع الطاقم الفني وأعضاء مجلس الإدارة، خرج الحاضرون بنتائج ملموسة تصب في مصلحة الفريق، أين ينتظر أن يعود المدرب عصمان إلى عمله لتحضير التشكيلة لمنعرج جد هام بملعب بن حداد أمام رائد القبة هذا الجمعة. حداد: الكل يعلم من تسبب في ركلة الجزاء لم يهضم المدافع الأيمن للترجي هشام حداد، سبب اتهامه من قبل الأنصار بتسببه في ركلة الجزاء لصالح اتحاد البليدة، موضحا بأنه لم يرتكب أي خطأ، وأن زميله في الدفاع هو من لمس الكرة باليد عند حدود خط 18 متر، مضيفا بأن مشكل المستحقات أثر نوعا ما على تركيز المجموعة، لكن هدا لم يحد من إرادة ورغبة زملائه في تحقيق الفوز والبقاء في سباق الصعود، بدليل تسجيل هدفين في مرمى البليدة، مؤكدا بأن المشوار لا زال طويلا وبإمكان الترجي أن يحقق أهدافه هذا الموسم، طالبا من الأنصار ضرورة الوقوف إلى جانب التشكيلة الشابة، ومساعدتها على تقديم الأفضل. ماني سعادة: هدفنا احتلال مرتبة مشرفة كشف الأستاذ ماني سعادة، بأن التعثر الأخير أمام اتحاد البليدة غير متوقع، لكنه لن يؤثر على ما تبقى من مشوار الترجي ومسيرته في تحقيق البقاء هذا الموسم، مؤكدا بأن حظوظ الصعود تلاشت، لكن مسالة احتلال مرتبة مشرفة ممكن جدا، بالنظر إلى الرزنامة التي تنتظر الفريق، مضيفا بأن الفوز داخل الديار سيكون كافيا لضمان الهدف المنشود. انعدام السيولة المالية زاد من حدة الأزمة وبخصوص الأزمة التي تعصف بالترجي، أوضح نائب رئيس الترجي بأن انعدام السيولة المالية هو المشكل الوحيد الذي يعاني منه الفريق، نافيا أن تكون هناك مشاكل أخرى تعرقل مسيرته الايجابية، مضيفا بأن مجلس الإدارة سيعمل على معالجة كل هاته الأمور في أقرب الآجال لضمان الاستقرار والاستمرارية، مؤكدا بأن اللاعبين كانوا رجالا ولعبوا بحرارة وإرادة كبيرة أمام البليدة، لكن النتيجة لم تكن حاضرة، منوها بصبرهم على أموالهم وثقتهم في الإدارة التي ستجد الحل المناسب. عصمان انسحب في حالة غضب ولا أتصور مغادرته أما فيما يخص قرار المدرب عصمان في الانسحاب من العارضة الفنية، فأرجع ماني سعادة ذلك إلى لحظة غضب فقط يعيشها أي مدرب بسبب الضغط، خاصة بعد التعثر المسجل داخل الديار، مؤكدا بأن الإدارة ستعمل كل ما في وسعها لإقناعه بالعودة إلى تدريب الفريق والاستمرار في مهمته إلى غاية نهاية عقده، موضحا بأن التخلي عن المدرب في هذا الظرف ليس بالأمر السهل، خاصة وأن الكل شاهد على العمل الكبير، الذي قام به منذ بداية الموسم، مضيفا بأن الاستقرار عامل ضروري لتحقيق النجاح، وهو ما تسعى إلى تجسيده إدارة الترجي على مدار السنوات القادمة. عصمان: لم أتهرب من المسؤولية لكنني تعبت نفى المدرب عصمان عبد الرحمان، أن يكون قرار استقالته له علاقة بالتعثرات الأخيرة، موضحا بأنه ليس من عادته الهروب من المسؤولية، وإنما هناك عوامل أخرى أرغمته على رمي المنشفة، بالرغم من العمل المنجز لحد الآن، مضيفا بأن ظروف العمل لا تساعد وأصبحت جد صعبة، جراء تراكم المشاكل المالية للاعبين، والتي أفقدتهم تركيزهم بعد صبر طويل، معتبرا نفسه بمثابة رجل مطافئ وليس مدرب، في ظل غياب كلي للمسيرين في الآونة الأخيرة، لاسيما في حالة تسجيل نتائج سلبية، محملا الإدارة كامل المسؤولية فيما وصل إليه الفريق.