كشفت مصادر مطلعة من جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بوهران، ل"الوطني" أن طالبا لفظ أنفاسه الأخيرة، في الأسابيع القليلة الماضية، بعد إصابة خطيرة بسرطان الدم، وهذا بعد صراع مع المرض دام أسبوعين كاملين، وهذا إثر تعامله مع مركبات كيميائية، في مخبر للتجارب بقسم الكيمياء بجامعة إيسطو. استفاقت جامعة وهران في الأيام القليلة الماضية، على وقع فضيحة جديدة، والمتمثلة في وفاة طالب، وحسب ذات المصادر، فإن الطالب المذكور ويتعلق الأمر ب (غ،ت)، يدرس بقسم الكيمياء الصناعية، قد توفي بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بإيسطو، وهذا بعد إصابته بسرطان الدم القاتل، الناتج عن التعامل مع مادة كيميائية خطيرة، بمخبر التجارب بقسم الكيمياء الصناعية، وقد تم اكتشاف الإصابة في حالة جد متأخرة، حيث أكدت مصادرنا، أن الطالب تم نقله وسط تكتم تام من طرف الجامعة، ليموت الطالب في صمت قبل أسابيع. وعن أسباب الإصابة، أكدت ذات المصادر أنها وقعت في حصة تطبيقية في أحد أقسام المخبر الكيميائي، إذ أن الطالب لا مس المادة المستخدمة في كشف التفاعلات الكيميائية الغذائية، ويتعلق الأمر بمحلول "فيهلينغ" بفمه وهذا بعد احتكاكه بالقلم الذي كان في يده، وهذا كونه لم يدرك أن المادة الموجودة في هذا المحلول مسرطنة وخطيرة على صحة الإنسان، حيث لم يتم تنبيه الطلبة لخطورة هذه المواد التي تستعمل في الحصص التطبيقية، وهو الأمر الذي يعكس مدى التهاون الكبير على مستوى جامعة وهران، خاصة ما تعلق بتطبيق معايير السلامة والوقاية بمختلف المخابر، التي تشكل عادة المواد المتواجدة على مستواها خطورة كبيرة على الطلبة. يأتي هذا في الوقت الذي لم تتخذ فيه إدارة الجامعة أي إجراء ضد الأستاذ المساعد، الذي لم ينبه الطلبة لخطورة مثل هذه المواد، والتي يتعامل معها الطلبة في مختلف الحصص التطبيقية، خاصة وأن أغلبية الطلبة لا يدركون خطورة مثل هذه المواد، وهو الواقع الذي يفرض دق ناقوس الخطر واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، من أجل ضمان حماية وسلامة الطلبة. وتأتي هذه الحادثة، بعد أيام قليلة من وفاة طالب بصعقة كهربائية، بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين، بالجزائر، ما يعني أن شروط الحماية والسلامة أصبحت غائبة تماما على مستوى الجامعة الجزائرية. لتبقى بذلك الفضائح تتوالى بجامعة وهران، قبل أن تنتقل إلى صحة وسلامة طلبتها، التي يبدو أنها أصبحت غائبة، ومنعدمة في الكثير من الأحيان.