•"لن أتضامن مع مخرجين يهينون الإسلام من اجل الشهرة وجلب انتباه" الوطني : السلام عليكم وسيم القربي معك صحفي من جريدة الوطني الجزائرية . وسيم القربي : أهلا وسهلا وشكرا على الاستضافة . الوطني : ما هو جديد وسيم القربي في عالم السينما ? وسيم القربي : بصدد مونتاج فيلمي القصير "أزهار تيويليت" الذي تم تصويره في موريتانيا كإنتاج تونسي موريتاني سعودي مشترك، وسيكون في افتتاح مهرجان نواقشوط بموريتانيا للأفلام القصيرة في أكتوبر المقبل، كما أني بصدد إعداد شريط وثائقي يهتمّ بأعماق تونس المهمّشة، خاصة أنه يمكن اليوم أن نصوّر بدون رقابة. الوطني : كيف كانت الأمور بنسبة إليك كأول عمل سينمائي ? وسيم القربي : السينما هو مجال ممتع لكنه صعب جدا لأنه يتطلب معرفة شاملة بالإضافة إلى إدارة المجموعة، فإنه تبقى الأمور المادية العائق الكبير أمام تهرّب المنتجين . الوطني : لماذا اخترت موريتانيا بضبط لتصوير فيلم"ازهار تيويليت" ? وسيم القربي : في الواقع كان مهرجان وهران 2010 فرصة للقاء سالم داندو وفي ما بعد عبد الرحمان أحمد سالم أصدقائي من موريتانيا اللذان رحّبا بفكرة التصوير المشترك، خاصة أنني كنت أبحث عن جمالية الصورة ورأيت أنّ طبيعة موريتانيا تستجيب لفكرة الفيلم والصورة المتخيّلة ،فكانت هذه التجربة التي أراها مفيدة جدا. الوطني :عرفناك في الفترة السابقة كصحفي وأستاذ جامعي في مجال السينما، هل الآن وسيم القربي الصحفي و كاتب تفرغ تماما للإخراج ? وسيم القربي :أنا بالأساس أستاذ جامعي في علوم وتقنيات السمعي البصري والسينما، وقد درسنا السينما نظريا وميدانيا في مدرسة الفنون الجميلة مهتمّ بالكتابة الصحفية والبحث العلمي في المجال السينمائي ولكنّ هدفي الحقيقي هو الإخراج السينمائي في الفترة السابقة لم أتمكن من التصوير نظرا لغياب الإمكانيات، اليوم أصور بإمكانياتي الخاصة واقترضت من البنك أموالا طائلة حتى لا أبقى تحت رحمة المنتجين سأصوّر وفق تعليمي الأكاديمي ورؤيتي الفنية وسأتحدى العوائق المالية بفضل أصدقائي. الوطني : كيف ترى مستقبل السينما في تونس، و هل الحكم الإسلامي يسبب لكم عائق في حياة الثقافية و الفنية ? وسيم القربي : إلى حدّ الآن كل شيء غامض ولا يمكن أن نتكهن إن كانت الحكومة الإسلامية ستعرقل السينما، خوفي أن تتحول تونس إلى تونستان على شكل"أفغانستان"، غير أني أرى أنّ! التطرف اليميني أو اليساري غير مقبول نريد تونس وسطية تحترم الفنّ وتحترم الإسلام أيضا. الوطني : يعني بعد تنحية الرئيس بن علي رأينا جماعة سلفية في تونس و كانت وراء حادثة سينما افريكا أنداك كيف تقيم الوضع في تونس و بالأخص بعد رحيل الحزب الحاكم ? وسيم القربي : رحل الحزب الحاكم وتمّ حلّه، لكنه انصهر ضمن أحزاب أخرى، تبقى للثورة إيجابيات عديدة خاصة انتهاء زمن الديكتاتورية لكنها في المقابل فتحت الباب لأحداث غير منطقية ومطالب مبالغ فيها، حادثة الأفريكا من وجهة نظري عادية لأنّ المخرجة استفزت المشاعر الإسلامية طمعا في الترويج التجاري، فما الفرق بينها وبين المصور الدنمركي؟؟؟.السينمائيون يعتقدون أنّ السينما كفر أو لا تكون لكننا في الوقت ذاته لا يمكننا الحديث عن سينما إسلامية،السينما هي فنّ وهي التفكير الحرّ مع احترام المشاعر الوطني : و لكن جل المخرجين و الفنانين تضامنوا مع المخرجة في حادثة أفريكا! وسيم القربي : لا يهمني إن كانوا متضامنين معها، موقفي الشخصي أنني لست متضامنا مع مخرجة تعنون فيلمها "لا ربّي لا سيدي" ... أتضامن مع من يصوّر مشاهد جريئة في الفيلم على مستوى الإيحاء الجنسي التي تخدم الفيلم لكني لا أتضامن مع من يعتدي على الذات الإلهية طمعا في جلب الانتباه وخلق "بروباغندا" خاصة أنّ فيلمها على مستوى المحتوى لا علاقة له بالعنوان بتاتا. الوطني : بعيدا عن السينما من هو المطرب، و ما هي الموسيقى التي تحبها ? وسيم القربي : الموسيقى التي أعشقها منذ نعومة أظافري هي موسيقى الراي والمرحوم الشاب حسني فناني المفضل، رحم الله حسني، كلماته معبّرة وألحانه عالمية. الوطني :هل تأثرت أنداك بوفاته، و هل أنت بصدد إخراج عمل فني عن المرحوم حسني ? وسيم القربي : فنّيا حسني سيبقى خالدا، تونس كلها تأثرت بوفاته... نعم حلمي أن أصوّر شريطا وثائقيا متكاملا لأنّ حسني يعني الكثير بالنسبة لي، تصويري للوثائقي، هو ردّ جميل لفنان لطالما نمنا وأصبحنا على أغانيه الوجدانية. الوطني :كلمة الأخيرة لقراء جريدة الوطني وسيم القربي : شكرا لجريدة الوطني التي أتابعها عبر الانترنيت، وشكرا لوهران الجميلة.