قدمت من خلاله بعض روائع الموسيقى الكلاسيكية للقرن ال18 أحيت الأوركسترا السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو الفرنسي توما دوبيانكو مساء يوم الأحد حفلا فنيا ساهرا بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي (الجزائر العاصمة) قدمت من خلاله بعض روائع الموسيقى الكلاسيكية للقرن ال18 بحضور جمهور غفير من محبي هذا الفن الجميل. وإلى جانب مواطنه عازف الكمان آلان أرياس قدم دوبيانكو في حوالي الساعتين من الزمن رفقة الأوركسترا السيمفونية الوطنية المكونة من 57 موسيقيا معزوفات لموسيقارات عالميين كبار أمثال الألماني لودفغ فان بتهوفن والنمساوي أماديوس موزارت ومواطنه فرانز جوزيف هايدن. واستهل الحفل الذي حضره جمهور غفير بافتتاحية "دون جوان" التي ألفها الموسيقار النمساوي أماديوس موزارت في 1787 حيث أداها موسيقيو الأوركسترا السيمفونية التي قادها دوبيانكو بكل انسجام وتناغم قبل أن يواصلوا أداءهم بتقديم رائعة بتهوفن كونشرتو الكمان والأوركسترا في مقام ري كبير. ودرس دوبيانكو-الذي يشغل منذ 2013 منصب المدير الفني لمهرجان "اللقاءات الموسيقية لأفيرون- إدارة الأوركسترا بالمدرسة العليا للموسيقى بباريس وكذا بالمدرسة العليا للموسيقى بمدينة لوزان قبل أن يكمل تكوينه في السويد وفنلندا وهولندا وقد نال عدة جوائز. وزاد في روعة أداء عمل بتهوفن المكون من ثلاث حركات دخول عازف الكمان المنفرد آلان أرياس الذي أطلق العنان لموهبته الموسيقية فأبدع كثيرا في أداء مقطوعات للألماني يوهان سيباسيان باخ والبلجيكي أوجين إيزايي صفق لها الجمهور كثيرا. وبدأ آلان أرياس -وهومن مواليد 1985- تكوينه على آلة الكمان بالمعهد الوطني للموسيقى بمدينة لوريون وقد تحصل على العديد من الجوائزفي فرنسا وإيطاليا. وواصلت بعدها الأوركسترا السمفونية الجزائرية أداءها فقدمت السمفونية 104 في مقام ري كبير(سمفونية لندن) التي ألفها النمساوي فرانز جوزيف هايدن بلندن في 1795 كآخر عمل بين 12 سمفونية تسمى "سمفونيات لندن". وفي سعيها الحثيث للتعريف بالتراث الموسيقي الجزائري ودمجه في التراث الموسيقي العالمي قدمت الأوركسترا السيمفونية الوطنية في آخر عرضها مقطوعة موسيقية لأغنية "ارسم وهران" للفنان الجزائري بلاوي الهواري ميزها الحضور الجميل لمحمد سنوسي على آلة الدربوكة. وأعرب الموسيقار دوبيانكو في أخرا لحفل عن إعجابه الكبير بالجمهور الحاضر قائلا "لقد كان الجمهور منفتحا جدا وقد شدني فيه حرارته واستقباله الجميل لكل ما قدمنا". وعبر من جهته آلان أرياس عن سعادته الكبيرة بالتواجد في الجزائر وأداء تلك المقطوعات "الصعبة" كما وصفها منوها خصوصا ب"حرارة الجمهور الجزائري الذي تبادل معه أحاسيس جميلة". وقال من جهته عبد القادر بوعزارة قائد الأركسترا السمفونية الجزائرية -الذي شارك ضمن الأوركسترا- أن الحفل -الذي نظم بالتعاون بين وزارة الثقافة والمعهد الفرنسي في الجزائر- "عاد بنا للزمن الجميل للموسيقى الكلاسيكية (…) موسيقى القرن ال18 التي أعطت روح الإنسانية والتضامن والمحبة المتبادلة ومختلف المشاعر الإنسانية بين الشعوب". وتؤدي الأوركسترا السمفونية الوطنية -التي تأسست في 1992 ويرأسها منذ 2001 لموسيقارعبد القادر بوعزارة- حفلاتها دوريا داخل الجزائر و خارجها.