قبل العودة إلى بلدهم اليوم وصلت أمس الحافلات السبع التي تتكفل بنقل الرعايا النيجيريين المقيمين بالجزائر بصفة غير شرعية من العاصمة إلى تمنراست بأقصى جنوب البلاد حيث كان في استقبالها إلى جانب والي ولاية تمنراست محمود جامع القنصل العام للنيجر بتمنراست محمد بوبكر . وأوضح موفد القناة الإذاعية الأولى ومرافق الرحلة رضوان حرياتي أنه وفور وصول الرعايا النيجيريين إلى تمنراست تم توزيعهم على الشاليهات في مركز العبور مع تمكينهم من وجبات وأغطية قبل أن يشدوا الرحال غدا الأحد نحو عين قزام حيث سيخضعون للمراقبة الطبية والتحقق من هويتهم لدى القنصلية النيجيرية ومن ثم إلى موطنهم الأصلي. وعبر الرعايا النيجيرون عن سعادتهم لعودتهم إلى بلدهم الأصلي ، كما أبدوا ارتياحهم للظروف التنقل الذي دام 40 ساعة من العاصمة إلى تمنراست. وتم تخصيص حافلات مريحة وحظي المسافرون بمرافقة أطباء ومختصين نفسيين وتأطير للهلال الأحمر الجزائري إلى غاية مركز الاستقبال بتمنراست . كما استفاد هؤلاء الرعايا من طرود غذائية بعد مغادرة الجزائر في شكل هبة في حين لن يتم نقل المرضى إلا بعد التكفل بهم وتلقيهم العلاج. للتذكير جرت هذا الأربعاء عملية ترحيل رعيتين نيجيريتين كانتا في وضعية غير قانونية بالجزائر جوا نحو بلدهما الأصلي بعد خضوعهما لعملية جراحية وتكفل الهلال الأحمر الجزائري بهما. وأكدت المرأتان اللتان لم تفصحا عن هويتيهما "لقد حظينا بالاهتمام و العلاج و تم التكفل بنا جيدا ونرغب الآن في العودة إلى ديارنا و حضن عائلتينا" معربتين عن "امتنانهما الكبير للسلطات الجزائرية على مساعدتهما القيمة". وحسب ما تمت ملاحظته على مستوى الهلال الأحمر الجزائري فقد رافق الرعيتين (المغادرتين لنيامي) إلى مطار الجزائر فريق من المتطوعين من الهلال الأحمر الجزائري. وأوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أن المرأتين اللتين كانتا ضحية لحادث مرور قد خضعتا لعملية جراحية وتلقيتا كل العلاج الضروري لتحسن حالتهما. وأضافت أن "الرعيتين النيجريتين عبرتا عن رغبتهما في الالتحاق بعائلتيهما بالنيجر و نحن أهديناهما تذكرتي سفر". وتأتي عملية الترحيل بطلب من حكومة النيجر للجزائر لمساعدتها على ترحيل رعاياها لإنهاء معاناتهم. وكان وزير الدولة ووزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز قد أكد ا أن الجزائر تعالج "بطريقة إنسانية" ملف الرعايا النيجريين مشيرا إلى ترحيل نيجريين إلى مدنهم الأصلية طبقا للإجراءات المقررة مع السلطات النيجرية. وقال الوزير أن "أعراف و تقاليد الجزائر لا تسمح لها بترحيل هؤلاء الأشخاص بالقوة" مضيفا أن "أغلبية المهاجرين الأفارقة في الجزائر نيجريين وقد تم الاتفاق على ترحيلهم بطلب من حكومة بلدهم". وكانت الحكومة النيجرية أوضحت الجمعة المنصرم في بيان لها بخصوص رعاياها المتواجدين في وضعية غير شرعية بالجزائر أن "الأمر لا يتعلق بتاتا بعملية طرد" منوهة بتعاون السلطات الجزائرية "الوثيق" في إطار هذه العملية الإنسانية. وأضاف نفس المصدر، أن حكومة النيجر "تعرب عن ارتياحها لتعاون السلطات الجزائرية الوثيق والدعم الملموس الذي تقدمه في إطار هذه العملية الإنسانية لترحيل هؤلاء الرعايا الذين لا يملك أغلبهم بطاقة قنصلية التي تمنحها المصالح القنصلية النيجريةبالجزائر العاصمة و تمنراست". وذكر المصدر ذاته أن "السنتين الأخيرتين شهدتا توجه العديد من السكان خاصة من النساء والأطفال نحو الجزائر لممارسة التسول بالعديد من المدن المطلة على البحر المتوسط لهذا البلد الشقيق" مضيفا أن "تنقل هؤلاء السكان يتم في ظروف خطيرة عادة ما تخلف سقوطا في الأرواح البشرية خاصة بسبب العطش". وأوضح نفس المصدر، أن "الحكومة النيجرية و إذ تبدي انشغالا كبيرا بحجم هذه الظاهرة قررت و بالتشاور مع السلطات الجزائرية والمساعدة التقنية للمنظمة الدولية للهجرة تنظيم عملية ترحيل إنسانية لهؤلاء النيجريين الذين يعانون من وضع في غاية الهشاشة ودون عمل في الجزائر". م و