34 نيجيريا لقوا حتفهم عطشا في رحلة الموت بالصحراء، رابطة حقوق الانسان: الجزائر تتحمل عبء أزيد من 250 ألف لاجئ ومهاجر فارين من الحرب
أحصت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أزيد من 250270 شخص بين لاجئ ومهاجر غير شرعي يتواجدون داخل التراب الجزائري في تقريرها الأخير المؤرخ في 14 جوان 2016 أجبرتهم الحروب، أعمال العنف والمواجهات على النزوح إلى دول الجوار، بحثا عن ظروف أفضل بعد تدني الأوضاع الأمنية، الاجتماعية والاقتصادية ببلدانهم، الهروب من تدني الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ببلدانهم. للإشارة، ووفقا لإحصائيات الأممالمتحدة في 9 ماي 2016 ، هناك نحو 60 مليون شخص نصفهم من الأطفال أصبحوا الآن من اللاجئين والمشردين، وحوالى 90 في المئة من اللاجئين في العالم تستضيفهم دول نامية. وتقع نصف الدول العشرة الأكثر استضافة للاجئين الآن في منطقة جنوب الصحراء في إفريقيا أربعة منها من الدول الأقل نموا.
"الثقب الأسود" بين الحدود الجزائرية النيجيرية يلتهم أرواح مئات الأشخاص سنويا وتعد صحراء "تينيري" أو ما يعرف ب"الثقب الأسود" هي المنطقة الفاصلة بين ولاية تمنراست والنيجر مسلكا مهما للمهاجرين غير الشرعيين الأفارقة ومهربي البشر، وهي من أصعب المناطق خاصة خلال فترة الصيف، الذي التهم أرواح مئات الأشخاص في غضون سنوات قليلة، حيث تسجل هذه المناطق سنويا وفاة ما لايقل بين150 الى 300 شخص بسبب العطش إثر ضل الطريق في الصحراء الوعرة، لافتقارها للمعالم التي تجعل تمييز المسارات ممكنا، كما أن الاهتداء إلى الطريق لا يجيده إلا خبراء متمرسون وكثيرا ما يتخلون عن المهاجرين غير الشرعيين نتيجة المراقبة الأمنية أو لأسباب أخرى.
أفارقة يدفعون 2600 أورو من أجل الوصول الى الأراضي الجزائرية كما ذكرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في سنة الماضية 2015، بأن مصادر مطلعة تقول "بأن أولئك الأفارقة المتطلعون إلى بلوغ الأراضي الجزائرية يدفعون ما قيمته 1100 اورو لأشخاص يسهلون لهم قطع الصحراء في ظرف يومين ثم يقومون بدفع ما قيمته 1500 اورو إضافية من اجل إدخالهم إلى الأراضي الجزائرية، فسماسرة الهجرة غير الشرعية يعيشون عصرهم الذهبي، بالرغم من أن الحدود مغلقة بين البلدين، وتحول محور آرليث سمقة بالنيجر وعين ڤزام بالجزائر إلى محور حيوي بامتياز لتهريب البشر ليل نهار، وكذلك محور صحراء تنزروفت التي يتم فيها تهريب البشر، والتي تقع بين برج باجي مختار وادرار، وتحوّلت القضية إلى تجارة مربحة في غمرة تدفق مئات اللاجئين على عين ڤزام وتمنراست يوميا، شبكات المافيا تستغل الأمر لتمرير قوافل المهاجرين نحو الشمال و يتم تحريرهم في ولايات التالية ": تمنراست" و"ادرار" و أقل في"غرداية".
العثور على جثث 34 مهاجرا بينهم 20 طفلا في صحراء النيجر وفي هذا المجال، كشفت الرابطة على بيان وزارة الداخلية النيجيرية تشير فيه عثور السلطات النيجيرية على جثث 34 مهاجرا، بينهم 5 رجال و9 نساء و20 طفلا، في الصحراء النيجرية، ويبدو أنهم لقوا حتفتهم خلال محاولتهم الوصول إلى الجزائر المجاورة. كما أشار البيان إلى أن المهاجرين "تركوا من قبل مهربين" خلال الأسبوع الثاني من جوان. في حين رجحت مصادر أمنية النيجيرية أن يكون العطش سبب وفاتهم، كما هو الحال في كثير من الأحيان. وقد عثرت السلطات على جثثهم قرب بلدة السمكة الصحراوية، وهي نقطة حدودية بين النيجروالجزائر. فيما تبقى مآسي المهاجرين السريين بعيدة كل البعد عن اهتمامات الإعلام الغربي، فهي لا تعني دول الشمال من الاتحاد الأوروبي الذي يضغط على بلدان إفريقيا الشمالية لتنفذ ما يتلاءم و أجنداتها بالتركيز على فرنسا وإيطاليا وإسبانيا الحريصة على إقامة حاجز يمنع مرور قوافل المهاجرين غير الشرعيين.
29 ألف مهاجر غير شرعي بالجزائر يعيشون، التشرد، التسول والإجرام في المدن إن ظاهرة الهجرة غير الشرعية نحو الجزائر "مرشحة للاستمرار" نتيجة للأوضاع الأمنية القائمة في دول الساحل، علما أن العدد الإجمالي لهؤلاء قد بلغ إلى غاية الآن "20 ألف مهاجر"، في حين أوضح وزير الداخلية نور الدين بدوي، أنه "تم إحصاء 16.792 رعية افريقية من مختلف الجنسيات نزحت إلى الجزائر بطريقة غير شرعية" خلال سنة 2015، الا أن الرابطة اكدت بأن عدد الذين تسللوا إلى الجزائر من ولايات الجنوب الحدودية مع دولتي ماليوالنيجر يقدر ب 29 ألف مهاجر غير شرعي القادمين من 23 دولة إفريقية. وفي هذا الصدد، دعت الرابطة السلطات الى اتخاذ جملة من الاجراءات لمحاربة ظاهرة تجارة البشر من جهة وتوفير ظروف تكفل افضل بالمهاجرين السريين واللاجئين لدواع انسانية.