قال محمد القورصو، باحث ورئيس سابق لجمعية 8 ماي 1945، إن الملتقى الدولي الذي تحتضنه العاصمة الفرنسية باريس بشأن الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها الجيش الفرنسي بمناطق سطيف، ڤالمة وخراطة في ماي 1945 وبهذا الحجم، خطوة إيجابية للغاية نحو مبدإ الإعتراف. أكد، أمس، محمد القورصو ل "اليوم" أن الملتقى بعيد عن المزايدات السياسية والسياسوية ويبقى نقطة تحوّل لدى الرأي العام الفرنسي، سيما وأن الطرف المنظم هو ذلك الطرف الذي وضع نصب تذكاري قبل 5سنوات يخلد ذكرى 17 أكتوبر 1961 بباريس وليس تابعا للحزب الحاكم الذي كان وراء قانون تمجيد الإستعمار. وأضاف ذات المتحدث أن الملتقى بقدر ما هو خطوة مهمة نحو المستقبل، بقدر ما تشوبه بعض الشوائب السوداء ممثلة في التصريحات والخطابات المزدوجة لبعض المسؤولين الفرنسيين التي تعكس في حقيقة الأمر تذبذبا في المواقف السياسية التي من شأنها التأثير على العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا. وفي هذا السياق، انتقد القورصو التصريحات الأخيرة للسفير الفرنسي بالجزائر حينما تحدث حول الجرائم وماضي فرنسا الاستعمارية بالجزائر، معتبرا إياها بأنها تنقصها الشجاعة والنظر للتاريخ نظرة متبصرة. وأشار في السياق ذاته أن هذا الغموض في المواقف، تقابله تصريحات سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي بالجزائر لازالت إلى اليوم ثابتة على مواقفها اتجاه فرنسا لمطالبتها بالإعتذار والاعتراف بجرائمها ضد الإنسانية مهما كان الثمن. في سياق آخر، ساق محمد القورصو مثالا حيا يتمثل في العلاقات الفرنسية الألمانية وكيف تحوّلت من علاقة عدائية إلى علاقة وطيدة بعدما أقدم الجانب الألماني على الإعتراف بما اقترفه من جرائم بحق الشعب الفرنسي. هذا، ودعا الباحث ورئيس جمعية 8 ماي 1945 بضرورة رفع الأصوات عاليا منذ الآن من خلال تعزيز وإنشاء ما أسماه اللوبي الجزائري الوطني بكل أبعاده الثقافية والإجتماعية والسياسية لحمل الجانب الفرنسي قانونيا وأخلاقيا بضرورة الإعتذار والإعتراف بالذنب للإرتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى أحسن. من جهة أخرى، أكد ذات المتحدث أن ملتقى باريس سيكون في مضمونه داعما للملتقى الدولي الذي سيجرى بسطيف والذي يحضره تقريبا نفس المدعوين من سياسيين وباحثين ومثقفين وأساتذة، إلى جانب ملتقيات جهوية ستنظم في بعض الولايات على غرار ملتقى ڤالمة الذي سيخصص هذه السنة لدراسة الجوانب التقنية للجريمة.