أعلن وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية المقيمة بالخارج، جمال ولد عباس عزم دائرته الوزارية بناء مركز استقبال خاص بالأطفال الفلسطينيين ضحايا الغزو الإسرائيلي الأخير، وذلك في كل من "الضفة الغربية" و"قطاع غزة" بإيعاز من رئيس الجمهورية شخصيا، حيث سيخصصان للأطفال المعاقيين حركيا على أن تبنى مراكز أخرى فيما بعد تخصّص للأطفال الصم البكم والمكفوفين. كشف، أمس، جمال ولد عباس خلال استقباله 23 طفلا فلسطينيا كانوا في غزة واجتازوا معبر "رفح" للوصول إلى الجزائر بدعوة من مؤسسة "فورام" لترقية البحث وتطويره وبالتنسيق مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية، أنّ بناء المركزيين الجديدين ستكون انطلاقته الفعلية ببناء مركز خاص بالمعاقين حركيا كمرحلة أولى في قطاع غزة وبالضبط في "خان يونس" ليشمل فيما بعد بناء مركز آخر يخص المعاقين ذهنيا. وأشار الوزير إلى أنّ القرار الذي اتخذته الوزارة لم يأت بشكل اعتباطي بل جاء نتيجة قرار رئاسي أصدره رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة قبل أيام حرصا منه شخصيا على المساهمة الفعلية في بناء وإعمار قطاع غزة من جديد، وكذا مساعدة الشعب الفلسطيني الجريح خاصة في الظروف العصيبة التي يمر بها. وكشف الوزير الذي استمع إلى المعاناة والقصص الأليمة من أفواه الأطفال الفلسطينيين التي تقشعر لها الأبدان، بحضور ممثلي السفارة الفلسطينية بالجزائر وممثل الهلال الأحمر الجزائري، وكذا مؤسسة "فورام" وبعض الأطباء الأخصائيين في علم النفس الذين زاروا قطاع غزة إبان الحرب الظالمة على القطاع، أنّ الوزارة تنتظر الآن البطاقات التقنية التي سوف ترسلها السلطات الفلسطينية لنظيراتها الجزائرية للإعداد الجيد للمشروعين ولبناء المركزين حسب المعايير والنمط الموجود بالجزائر مثل المركز المتواجد بالعاشور. وفي السياق ذاته، كشف الوزير أنّ وزارته ستعكف من الآن لإرسال أخصائيين في علم النفس لتكوين المكونين الفلسطينيين الذين سيقومون بإدارة هذه المراكز، كما ستستقبل في المستقبل القريب وفي الوقت نفسه هؤلاء الأخصائيين هنا بالجزائر في كل من "بئر خادم" بالعاصمة و"قسنطينة" و"خميستي" لتكوين الأخصائيين بمستوى يسمح لهم بإعادة تأهيل أطفال غزة المجروحين والمحتاجين لتفريغ نفسي ورعاية كاملة كي يعيشوا كأطفال العالم، لأنهم ببساطة يعانون من مشاكل كثيرة من اكتئاب نفسي وعدم ترفيه وصعوبة في التعليم والتعلم. من جهة أخرى، أوضح الوزير أنّ علاقة الشعب الجزائري برمته مع الشعب الفلسطيني ليست بحاجة إلى خطابات رنانة لأن "ارتباطنا بالقضية الأم يعود إلى قديم الزمان"، مشيرا إلى أن "ما تقدمه الجزائر لفلسطين معروف في الجامعة العربية، فنحن دائما الأوائل في تقديم المساعدات لهذا الشعب سواء مادية أو معنوية مع الحرص أشد الحرص على أن لا نتدخّل في شؤونه الداخلية.