فرضت الإشاعات وحملات الرأي التي تقوم بها بعض الجمعيات في فرنسا على الماركات العالمية الكبيرة المعروفة تقديم شهادة " مطابقة" لمنتجاتها أنها لا تتعارض مع الدين الإسلامي. ومن بين هذه العلامات التي تواجه حملة مستمرة شركة "كوكا كولا" للمشروبات المتهمة من قبل هذه الجمعيات أن مشروبها يحتوي على نسبة معيّنة من الكحول. وهي المزاعم التي سارعت الشركة إلى تكذيبها، مؤكدة أن أن منتوجها الذي يتم تسويقه في فرنسا حيث تتواجد جالية مسلمة قوية تقدر بأكثر من خمسة ملايين نسمة خال من الكحول وهو مشروب مطابق لما هو مصرح به للسلطات. لكن القانون الفرنسي يعتبر أن المشروب الغازي هو بدون كحول إذا كان يحتوي على أقل من 1.2 بالمائة. وهو أمر يتعارض مع مبادئ الشريعة التي تحرم تعاطي الكحول ليس بناء على نسبة مئوية وإنما بناء على قاعدة مبدئية مفادها أن "ما أسكر كثيره فقليله حرام". ولتجنّب انعكاسات هذه الإشاعات، اضطرت شركة "كوكا كولا" في فرنسا للّجوء إلى شهادة مسجد باريس للحصول على المصادقة وطمأنة الزبائن من المسلمين أن مشروب "كوكا كولا" حلال. لكن الحملة لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت لتأخذ أبعادا سياسية باتهام الشركة الأمريكية المنتجة للمشروب أنها تدعم الكيان الصهيوني وتحوّل جزءا من أموالها لدعم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وهي إشاعات كانت أكثر وطأة على الشركة التي كذبت هذه الاخبار بالقول إنها متواجدة في رام الله وتساهم في خلق مناصب عمل للفلسطينيين.