دعا إلى الحذر وتجاهل الرسائل المجهولة.. القاضي تويجيني ل"اليوم" : يجهل غالبية الجزائريين أن أنظمة التحميل من الإنترنت التي يستخدمونها عبر حواسبهم للحصول على برامج ما أو أغاني أو أفلام وما شابه، يعد أكبر خطر يتهدد معلوماتهم الشخصية ويعرضهم للسرقة والاختراق من قبل هواة الجريمة المعلوماتية... ففي لقاء مع " اليوم"، أكد وكيل الجمهورية تويجيني محمد كمال الدين، المتخصص في الجريمة المعلوماتية، أن الحاسوب الآلي خلال قيام مستعمله بتحميل أي نوع من البرامج كانت أغاني أو أفلام، يصبح عرضة للاختراق من قبل المجرمين المعلوماتيين، فخلال كتابة أي معلومات شخصية أو أرقام سرية يتم تسجيلها وتظهر لدى المخترقين، وإن كان الأمر يمس بالمصالح المادية للأشخاص في الدول المتطورة التي يستعمل مواطنوها بطاقات الائتمان، فإن هذا الخطر محصور في بلادنا في إمكانية سيطرة مجهولين على كلمات المرور والأرقام السرية للضحايا وبالتالي اختراق معلوماتهم الخاصة وما يخزنونه ببريدهم الإلكتروني من عناوين وأفكار وأرقام وأسرار وأرقام رصيد خاصة وغيرها من المعلومات التي يعمد الشخص لحفظها بعيدا عن أي يد أخرى. وأكد محدثتنا أن هذا النوع من الاحتيال موجود بكثرة في الجزائر لكن الهدف منه لحد الآن لا يزال السرقة وليس الحصول على معلومات سرية خطيرة. أما بخصوص الرسائل البريدية الكثيرة التي تصل الأشخاص عبر بريدهم الإلكتروني من مصدر مجهول بالنسبة لهم، أي عناوين يجهل أصحابها، وتأتي في شكل ما يعرف ب" السبام "، فأكد القاضي تويجيني أن هناك برنامج استحدث خصيصا لجمع العناوين الإلكترونية التي يتم إنشاؤها يوميا في العالم بأسره، وباستعمال هذا النظام يصبح في رصيد هواة الجريمة المعلوماتية قائمة من ملايين الأشخاص تتحول إلى قائمة مستهدفين، ومن بين الجرائم الشائعة في هذا المجال المراسلات التي تحمل عرضا لمشاريع بقيمة ضخمة، كأن يدعي المرسل أن لديه ملايين من الدولارات في بنك بسيراليون أو أي دولة إفريقية لكنه غير قادر على الوصول إليه، ويعرض أن يساعده في ذلك ليتم تقاسم المبلغ في الأخير... آخرون يعلمون المرسل إليه أنه فاز في مسابقة " اللوطو " في بلد ما قد يكون انكلترا أو كندا أو غيرها، وليحصل على المبلغ يطلبون منه أن يرسل لهم مائة أورو حق رسوم التحويلات البنكية... وحسب القاضي تويجيني، فإن المحتالين من هذا النوع يوجهون هذه الرسائل إلى ملايين الأشخاص، ويكفي أن ينجحوا في إقناع ألف شخص حتى يكونوا ثروة في مدة أيام، وهنا نصح محدثتنا بعدم الرد على هذا النوع من الرسائل. وحسب القاضي فمن الصعب جدا التوصل إلى مرتكب الجريمة المعلوماتية جزائريين كانوا أو أجانب لكون الجريمة تتم في مجال وحيز افتراضي أي غير موجود على أرض الواقع ليتنقل إليه المحققون، كما أنها – اي الجريمة المعلوماتية - سريعة التطور بسرعة تطور التكنولوجيا والمستجدات اليومية التي يعرفها سوق الإعلام الآلي، حيث أن مرتكبي هذا النوع من الجريمة هم عادة أشخاص يتمتعون بقدرات عالية في المعلوماتية ويتسمون بمهارات تقنية فائقة تمكنهم من ارتكاب جريمتهم مع الاحتياط لتجنب الوقوع في قبضة الأمن.