أكد، أمس، حميد بصالح وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال عقب إشرافه على الملتقى الوطني للحكومة الإلكترونية بفندق الأوارسي، أن تفعيل إستراتجية مشروع الجزائر الإلكترونية لن يتأتي إلاّ من خلال تحسين الوضع المعلوماتي وتسيير الحكم الراشد وأن المشروع ليس مستقلا. وأفاد الوزير من خلال مداخلته حول إنتهاج إستراتجية وطنية لتثمين الإدارة الإلكترونية، أن قطاع الصحة والتربية بالإضافة إلى القطاع العمومي، لهم مشوار طويل المدى فيما يخص ترشيد المحتوى وتطويره. وأضاف الوزير أن المؤسسات الإدارية ملزمة بالشراكة الفعلية لتنمية الإقتصاد المعرفي وتسيير برنامج فعال مبني على خطة منهجية للوصول إلى الجزائر الإلكترونية عام 2013. ومن جهته ثمن الوزير إقتراحات الخبراء الذين كانت لهم مداخلات حول هذه الإستراتجية، والمتعلقة بالصحة والتربية والبلدية، حيث تخلل اللقاء ثلاثة ورشات متخصصة في هذا المضمون. الهدف الأساسي من اللقاء، يقول بصالح هو تحسين الحياة المعرفية للمواطن وتقليص فجوة البيروقراطية، حيث عرج على مضمون النظم المؤسساتية من خلال إقتراحات مرتبطة بالشركات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة، التي حثها على التعاون مع الدولة من منطلق وضع الشراكات الإستراتجية البعيدة المدى، ولم يحصر الوزير هذا الترشيد المعلوماتي إلا في تقليص التعامل الضريبي، وهذا الأمر لن يكون يقول حميد بصالح، إلاّ إذا وجد آليات مادية وبشرية بالإضافة إلى تفعيل التكوين المعلوماتي للمهندسين وختهما بتطوير البرمجيات. وقد ربط الوزير المشروع بالمواطن الإلكتروني وقال "ليس المهم أننا نطلب هذه الخدمة أو تلك في حين المواطن ليس بإمكانه اقتناء حاسوب والربط بشبكة الأنترنيت بأسعار معقولة". و في هذا الصدد أوضح الوزير أن "المواطن الإلكتروني مرتبط بدوره بالمنشآة القاعدية الفائقة السرعة"، ويجب علينا يضيف بصالح "أن نقوم بتطوير عملية تأهيل هذه المنشآت القاعدية". من جهة أخرى أكد الوزير على ضرورة إقامة مجتمع معلوماتي "منتج"، مضيفا أن إستراتيجية الجزائرالالكترونية 2013 تضم محورا رئيسيا يخص دفع صناعة المضمون. كما أشار الوزير إلى أن الجزائرالالكترونية 2013 يجب عليها بعث الاقتصاد المعرفي واستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال من طرف المواطن. ملتقى الحكومة الإلكترونية الذي جاء عقده متزامنا مع العد التنازلي للإنتخابات الرئاسية، أعطى نفسا جديدا لجزائر الغد، والذي تكلم عنه العديد من الخبراء الجزائريين والأجانب، في حين لايزال على طاولة البرلمان، وهو ما أكد عليه البروفسور" ألبرت كلود بن حمو" في تدخله حول التجربة الفرنسية في الصحة الرقمية، حيث أعطى نماذج وتقنيات لها مقاييس دولية في عملية الفحص عن بعد،"التلي مدسين"، حيث قام بعملية إسقاط على المنظومة الصحية بالجزائر، الأمر الذي قام به معهد التكنولوجيات المتقدمة سابقا، حين قام برط شبكي بين مستشفى بئر طرارية ومستشفى ورقلة، العام 2007، وهي العملية التي ثمنها الخبيروتوعد أن تكون له مشاريع مستقبلية في هذا القبيل. وفي ذات السياق، نوه حميد بصالح، وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام الاتصال، ل"اليوم" على هامش الملتقى، في سؤال حول تفعيل المنهج التعليمي والهوية المعلوماتية للتلميذ، قال "الكثير منا يرى تطوير التعليم في إدماج الحاسوب وإعطاء طريقة منهجية لتعليمه، الأمر يعكس هذا تماما " يقول الوزير "إذ هذا المشروع الهادف إلى رقمنة المدرسة والذي أشرفت عليه مؤسسات جزائرية الهدف الوحيد منه هو تحسين المنظومة التربوية، ومحاولة لجس النبض وبناء جسر معلوماتي يمر عليه التلميذ عبر مختلف أطواره الدراسية، حتى يصل إلى الجامعة." وقال بصالح إن وزارته أعطت الحيز الأكبر في إستراتجية الجزائر الإلكترونية، لتحسين المحتوى والخدمات عبر الشبكة العنكبوتية واستعمال تكنولوجيات الإعلام والإتصال إستعمالا صحيحا. وأضاف بصالح أن الهوية الجزائرية لاتصنع إلاّ من خلال الإشادة بالبحث العلمي ومواكبة الأحداث العالمية مواكبة حقيقية، دون الرجوع إلى الخلفيات التي تعيق المشروع بدل أن تجعل له خطوة للأمام.