حجم الاستهلاك ارتفع ب 30 من المئة ووصل إلى معدل 5 ملايين لتر يوميا عرف استهلاك الجزائريين لمادة الحليب خلال شهر رمضان الفضيل، ارتفاعا رهيبا مقارنا بمعدل الاستهلاك اليومي طيلة الأيام العادية، فاقت نسبته ثلاثين من المئة. تشير آخر الإحصائيات الرسمية التي تحصلت عليها "النهار"، إلى أن حجم الاستهلاك الوطني من المادة واسعة الاستهلاك "الحليب" خلال شهر رمضان، قد بلعت 150 مليون لتر، أي بمعدل خمسة ملايين لتر في اليوم، وهو رقم رهيب سجله الديوان الوطني للحليب "ONIL"، بسبب التهافت الكبير من طرف المواطنين على أكياس الحليب بأعداد مضاعفة وغير مألوفة على مدار الأيام العادية، أين كان يقدر بثلاثة ملايين وثمانمائة ألف لتر في اليوم الواحد. وقالت مصادر مسؤولة في هذا الشأن، إن "حجم الاستهلاك لدى المواطن ارتفع على سبيل المثال لا الحصر من كيسي حليب إلى ما بين خمسة وثمانية أكياس"، وأضافت "مثل هذه الأوضاع جعلتنا نتخذ قرارات استعجالية من أجل المحافظة على استقرار السوق"، حيث اضطرت السلطات إلى رفع المنتوج من أجل ضمان وفرته وتفاديا لتسجيل ندرة في السوق واضطرابات في التوزيع. وقد عرفت الجزائر، مطلع السنة الجارية، ندرة في مادة الحليب، مما خلق حالة استياء وغضب شديدين لدى المواطن، وهي الأزمة التي أوضح بشأنها الرئيس المدير العام لمركب الحليب، محمد ميراوي، بأن التذبذب في توزيع الحليب سببه موزّعو هذه المادة ولا علاقة له بالملبنة التي لا تزال تحافظ على كمية الإنتاج نفسها مع وجود 120 شاحنة للتوزيع. وللقضاء على أزمة ندرة الحليب، أعلنت مصالح وزارة التجارة آنذاك، حسب سامي قلي، المدير العام لضبط وتنظيم الأسواق، عن إعداد بطاقية رقمية وطنية لتتبع مسار توزيع أكياس الحليب، مضيفا بأن البطاقية ستدخل حيز التنفيذ قريبا، بشرط تحيين البطاقية المتعلقة بتوزيع مسحوق مادة الحليب، مشيرا إلى أن احترام السعر المقنن والكميات الموجهة لكل بلدية أهم ميزات هذه البطاقية للقضاء على المضاربة في السوق.