مثل بمحكمة الجنايات لمجلس قضاء البليدة، أمس، المتهم (ق.رمضان) المدعو "الراقي حمدان"، بجناية الجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، للضحية (م.عيشة) بعد نزيف دموي حاد. جرت وقائع القضية بمنطقة باب الزاوية بالبليدة يوم 10 نوفمبر 2007 حينما قام أبناء الضحية باستدعاء الراقي حمدان إلى المنزل بقصد رقية الضحية (م.عيشة) التي طلبت منهم ذلك كونها ترتاح لرقيته حيث لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها بذلك، خاصة وأنه أوهم جميع أفراد العائلة بأن الضحية يسكنها جن. وقد ذكر الشهود من أهل الضحية أن (م.عيشة) مصابة بداء السكري، وأنها لم تكن في حالة صحية جيدة، إذ لم يمر وقت طويل على خروجها من المستشفى. وقد صرح الشهود أمام المحكمة بأن المتهم (ق.رمضان) لم يرق الضحية بتلك الطريقة من قبل، وقالوا إنه المتسبب الرئيسي في وفاة الضحية بعد أن استعمل العنف ضدها بالضغط بقدمه على صدرها وبقوة ولعدة مرات، ما جعلها تفقد الوعي وتتقيأ شيئا أسود، بالرغم من تأكيد الضحية على الراقي أنه يؤلمها وأنها هي من يتكلم معه وليس الجن، وأنها في كامل وعيها وقواها العقلية. لكن الراقي حمدان أصر على أن من يكلمه هو الجن، وأنه سكران ويتقيأ الخمر، وأن الجن أخبره بأنه سيخرج من فم الضحية، ولكن ما خرج هو روحها وليس الجن، بعدما طلب من الشاهد (مولود) وهو زوج ابنتها أن يخرج الضحية إلى الشرفة وإحضار وعاء كبير به ماء بارد ليبدأ برشها في كامل بدنها، وهذا بغرض إيقاظ وإعادة وعي الجني السكران، على حد قول المتهم. ولكن بعدما أدخلوها إلى الغرفة تغير لونها وبدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهي في تلك الحالة الصحية المتدهورة، لتخبر ابنة الضحية الراقي بأن والدتها ماتت، فأجابها بكل برودة الجن هو الذي مات وليس أمكم، ليكتشف بعد لحظات أن الضحية (م.عيشة) فارقت الحياة بعد نزيف دموي حاد في الصدر جراء تعرضها للجرح العمدي عن طريق ضغطه بقدمه على صدرها وأنه قد تسبب في قتلها. وقد التمست النيابة العامة بعد جلسة السماع للمتهم "الراقي حمدان" عقوبة السجن 20 سنة وهذا لممارسته مهنة الرقية دون التحقيق في ضوابطها الشرعية، ولاستعماله العنف الجسدي على الضحية بالضغط بقدمه على صدرها عدة مرات مما أدى إلى نزيف دموي حاد أودى بحايتها، كما أكد الطب الشرعي، خاصة وأن الراقي حمدان لا يحفظ من القرآن إلا آيات الرقية، وأنه صاحب مستوى ابتدائي وليس له معرفة بالأمور الشرعية، حيث صرح المتهم حمدان أنه انتقل إلى مجال الرقية بعدما جرب مجالات أخرى عديدة لم ينجح فيها كالفلاحة... وأنه يمارس هذه المهنة منذ 12 سنة ولم يسبق له أن حصل له أمر مشابه. وطلب الدفاع اتباع الإطار القانوني واعتبار المتهم حمدان ليس له نية مسبقة أو العلم بالضرر الذي لحق بالضحية (م.عيشة) وأن أمله كان إخراج الجن المزعوم، والدليل على ذلك عدم أخذه لأجرة مقابل ذلك، إضافة إلى أن القانون لا يعاقب ممارس مهنة الرقية. كما اعتبر الدفاع أن المتهم ألحق الضرر بسبب إهماله أو احتياطه، لذا التمس إعادة تكييف التهمة واعتبارها جناية قتل خطأ. وبعد مداولات قانونية أصدرت محكمة الجنايات حكمها على المتهم (ق.رمضان) لتدينه بعقوبة 3 سنوات حبسا نافذا.