هاجم محتجون بمدينة القطار بولاية قفصة التونسية الليلة الماضية مركزا للشرطة واضرموا به النيران في اضطرابات تعيشها منذ امس السبت هذه المدينة التي تقع في منطقة الحوض المنجمي المنتج للفوسفاط الحيوي بالنسبة للاقتصاد التونسي . وتاتي هذه الاضطرابات في اعقاب الاعلان عن نتائج مسابقات للتوظيف بشركة " فوسفاط قفصة" وهي الاحتجاجات التي عرفتها كذلك جل المدن الواقعة بمطقة الحوض المنجمي على غرار المضيلة وام العرائس والمتلوي . وقد عمد المتظاهرون العاطلون عن العمل بقطع الطريق المؤدية إلى مدينة قابس فيما افرغوا حمولات شاحنات معباة بمادة الفوسفاط وبمادة الاسمنت . وقامت قوات الأمن التونسي باستعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وفتح الطريق امام حركة المرور بعد ان رفض المحتجون- الذين رشقوا اعوان الامن بالحجارة - اخلاء الطريق" فيما تم توقيف سبعة اشخاص من المشتبه في تورطهم في اضرام النار بمركز الشرطة ونهب حمولات عدة شاحنات. وتشهد عمليات انتاج وغسل ونقل مادة الفوسفاط تراجعا كبيرا جراء استئناف موجات الاحتجاجات والاعتصامات بمنطقة الاحواض المنجمية بولاية قفصة ومن تم تعطلت نشاطات المجمع الكيميائي التونسي للفوسفاط والموانىء المصدرة لهذه المادة . والجدير بالذكر ان موجات الاضرابات عن العمل والمظاهرات في شتى المناطق بتونس ادت الى اغلاق زهاء 200 مؤسسة اجنبية غادرت البلاد للبحث عن وجهات تجارية اخرى مما اسفر عن تسريح 15 الف عامل والحاق خسائر هامة بالاقتصاد التونسي بلغت حوالي 8ر1 مليار دولار . ودفعت هذه الاوضاع الاوساط الاقتصادية الى دق ناقوس الخطر لاسيما بعد التراجع الكبير الذي عرفته عمليات الانتاج والتصدير مما دفع بالرئيس التونسي منصف المرزوقي الى اقتراح هدنة تسمح للحكومة بتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيما اقترح ابرام عقد اقتصادي واجتماعي جديد يحددد واجبات وحقوق كل من الفاعليين الاقتصاديين والعمال.