نقلت مصادر إعلامية مصرية اليوم الثلاثاء ،عن خبراء سياسيين تحذيراتهم من تأثيرات الحرب الدائرة بين دولتي السودان وجنوب السودان على مجرى النيل الأزرق منبهين الى احتمال سيطرة جوبا على مياه النيل الأزرق وتمنعها عن شمال السودان ومصر من خلال إجراء تحويلات من مجرى النيل الأبيض ونهر السوباط. وأوضحت نفس المصادر أنه من الممكن انضمام جوبا إلى محور دول المنابع بحوض نهر النيل الذى تقوده إثيوبيا وأوغندا وتدعيم مطالب هذا المحور بشأن إعادة توزيع مياه النيل وفق اتفاقية جديدة وتجاهل نصيب مصر والسودان المقررة بموجب الاتفاقية الحالية . وأكدت هذه المصادر ان التغيير الإستراتيجي المقبل فى الحقوق المائية فى حوض النيل سيشكل حزمة جديدة من التعاملات بين الدول لن تجنى مصر أو السودان منها أى ميزة بل ستمثل ضغوطا وتطويقا لأى تحرك مصرى أو سودانى فى هذا الاتجاه ومن جهة اخرى قال وزير الموارد المائية والرى المصري هشام قنديل "أن مصر ستتأثر بالحرب بين الشمال والجنوب وعلينا أن نحاول بكل ما فى وسعنا لإبعاد تلك الحرب بتقريب وجهات النظر حتى يعم السلام فى المنطقة" مشيرا الى ان وجود أى توتر له تأثير كبير على التنمية فى دول حوض النيل مما سيؤثر على الاستثمار. ومن جهته يرى رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية هانى رسلان أن الحرب بين الجنوب والشمال السودانى "ليس لها تأثير مباشر على مصر" لكن وجود صراع فى المنطقة بالتأكيد سوف يؤثر سلبا على مشاريع التنمية بما فى ذلك أى مشروعات تتعلق بالمياه لأنها تحتاج إلى استقرار وتمويل. وعلى صعيد hov اعتبرت مصادرصحفية تأجيل زيارة وزير المياه الكينية الرابعة من نوعها لمصر والتي كانت مقررة اليوم الثلاثاء استمرار للنتائج السلبية التى جلبها قرار الحرب بين الشقيقتين في السودان . وكانت مصر جددت امس قلقها إزاء الأزمة الحالية بين السودان وجنوب السودان خلال لقاء وزير خارجيتها محمد كامل عمرو مع رئيس الجنوب سيلفاكير في اطار وساطة بين الخرطوموجوبا .وأكد كامل عمرو أن أية مبادرة ستتقدم بها مصر للتسوية ستكون مكملة للمبادرات المطروحة وعلى رأسها مبادرة الاتحاد الإفريقي. ويعتبر القتال الجاري فى منطقة هجليج البترولية هو الأسوأ بين الخرطوموجوبا منذ اعلان استقلال جنوب السودان في جويلية 2011 بموجب اتفاق "نيفاشا " للسلام الموقع في 2005 والذى أنهى الحرب الدامية بين شطري السودان التى استمرت لاكثر من 20 عاما. وفقد السوادان بانفصال الجنوب 75 بالمائة من إنتاج النفط البالغ 480 ألف برميل يوميا فيما توقفت الإنتاج كليا بمنابع النفط في هيليج بفعل الحرب الدائرة هناك .