أطلقت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين خرجوا بالآلاف في حي كفر سوسة، بوسط العاصمة دمشق ، لتشييع قتلاهم الذين سقطوا أمس. وبينما وقع انفجاران في وسط دمشق وآخر في حلب، فقد واصلت قوات الجيش النظامي عمليات قصف ودهم في إدلب و درعا ومناطق عدة. وقالت تنسيقيات دمشق إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين خرجوا بالآلاف في حي كفر سوسة، بوسط العاصمة لتشييع قتلاهم الذين سقطوا أمس. ولوحظ أن جموعاً كبيرة من المواطنين كانوا يشاركون في تشييع جنازات الخمسة الذين قتلتهم قوات الأمن في مظاهرات الجمعة. وبث ناشطو الثورة على الإنترنت صوراً حية تظهر قيام قوات الأمن بقمع المظاهرة وإطلاق النار على المتظاهرين مما أسفر عن إصابة عدد منهم، واعتقلت عشرات آخرين. وأظهرت مقاطع بثت مباشرة على الإنترنت آلاف المتظاهرين في حي كفر سوسة يهتفون "واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد" و"ما منركع إلا لله"، ورفعت لافتات "كل سوريا ستقف بوجه النظام المجرم". ولدى وصول جثامين القتلى، علت زغاريد الشابات المشاركات في المظاهرة، وعلت هتافات "أبو الشهيد ارفع راسك" و"أين الإسلام (المسلمين) والله حرام"، في حين ظهرت على أحد جدران المكان شعارات تحيي الجيش السوري الحر . وفي حي التضامن، خرج آلاف الأشخاص للمشاركة في التشييع الذي انطلق ظهرا، وفق ما أفاد المتحدث باسم مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي. وقال أبو قيس من تنسيقيات دمشق لوكالة فرانس برس إن "قوات الأمن عملت على تقطيع أوصال حي التضامن من خلال إقامة الحواجز الأمنية". وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد دعا في وقت سابق اليوم المراقبين الدوليين إلى حضور تشييع المتظاهرين في دمشق. وطالب المجلس في بيان المراقبين الدوليين بالتوجه إلى حيي التضامن وكفر سوسة حيث سيشيع "شهداء الجمعة". من جهة أخرى، قال ناشطون إن خمسة قتلى وعدداً من الجرحى سقطوا اليوم نتيجة انفجار في منطقة السكري بمدينة حلب. وقالت مصادر إن تفجيرا استهدف مغسلة للسيارات في حي تل الزرازير بمنطقة السكري حيث دمر المغسل بالكامل والعائد لشخص يعمل ضمن اللجان الشعبية أو ما يعرف باسم "الشبيحة" وهي رديف للقوات الأمنية. وجاء انفجار حلب بعد وقت قصير من انفجارين هزا مدينة دمشق، وقع أحدها بالقرب من قصر العدل، بينما وقع الآخر بالقرب من سوق الخُجا في شارع الثورة. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن أحد التفجيرين استهدف سيارة عسكرية ودمر حوالي عشر سيارات كانت في محيط السيارة العسكرية، ولم تعلن السلطات السورية عن ضحايا أو جرحى، لكن السكان تحدثوا عن إصابات طفيفة لعدد محدود من الأشخاص كانوا موجودين في المكان. وفي التطورات الميدانية، ذكر نشطاء أن القوات السورية اقتحمت مناطق قرب الحدود التركية صباح اليوم مما أدى لإصابة عشرين شخصا على الأقل. وقال الناشط فراس إدلبي إن قصفا مكثفا استهدف إحدى المناطق التي تقع شمال إدلب وهي أحد معاقل الجيش الحر قبل اقتحام القوات النظامية لها وترويعها للسكان.