دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الأحد الأطراف السياسيين في البلاد إلى تفعيل لغة الحوار لإيجاد مخرج للازمة الحالية، على أن تعقد الاجتماعات في بغداد وبدون شروط مسبقة.وقال المالكي في بيان "أدعو جميع الأحزاب والقوى السياسية إلى تفعيل الحوار الوطني وانتهاج الأسلوب الدستوري والآليات الديموقراطية في حل المشاكل التي تعترض طريقنا".كما دعا إلى "تركيز الاهتمام نحو بناء الدولة ومؤسساتها وتطوير الخدمات وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، فقد صوت الشعب العراقي على الدستور ورضينا به حكما ومرجعا نعود إليه حين نختلف في ما بيننا".وتشهد البلاد أزمة سياسية حادة بدأت بخلافات بين رئيس الوزراء والقائمة العراقية الشريك الرئيسي في الحكومة اثر اتهامها له بالتفرد.لكن التحالف الكردستاني دخل على خط الازمة عندما منح اقليم كردستان العراق اللجوء لنائب رئيس الجمهورية عن القائمة العراقية طارق الهاشمي المتهم بالإرهاب.وتتهم الحكومة المركزية إقليم كردستان بتهريب النفط إلى إيران وأفغانستان، وبالمقابل يتهم قادة الإقليم حكومة المالكي بتعطيل تنفيذ المادة 140 من الدستور التي تنص على تطبيع الأوضاع في مدينة كركوك الغنية بالنفط، علما أنهم يطالبون بضمها إلى الإقليم.وطالب المالكي "الجميع بالاجتماع في بغداد دون شروط مسبقة وأحكام ومواقف جاهزة من أي طرف"، وفق البيان.وعقدت الأطراف السياسية اجتماعات في اربيل تبعها اجتماع في النجف من دون التوصل إلى حلول جذرية للازمة.وخاطب رئيس الوزراء الجميع "لنبحث حل مشاكلنا على أساس القانون والدستور دون إهمال للاتفاقات التي تم التوصل إليها طيلة هذه الفترة ما دامت دستورية، بما لا يتعارض مع الدستور كما نصت عليه جميع هذه الاتفاقات".وتابع "أني على ثقة تامة بان الحلول النابعة من الإرادة الوطنية الخالصة في متناول اليد وهي أسهل مما نتوقع إذا ما صدقت النوايا وتوفرت الإرادة الجدية".واعتبر المالكي أن الحراك السياسي الحالي أمر طبيعي، لكنه لفت إلى انه "قد تكون الخلافات السياسية تجاوزت الحد المعقول في إطار النظام الديموقراطي خصوصا أن شعبنا ينتظر منا أن نقدم له المزيد من الخدمات ونسهم في بناء دولته ومؤسساتها وتعويضه عن فترات الحرمان والظلم والتخريب التي امتدت طويلا".