الجزائر - لاتزال أعمال العنف تخيم على الوضع الأمني في العراق حيث خلف انفجاران اليوم الخميس في مدينة كركوك (شمال) 25 قتيلا والعشرات من الجرحى في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة ايجاد حل للازمة السياسية في البلاد خلال الايام المقبلة. فقد خلف الانفجارين الذين وقعا في مدينة كركوك 25 قتلى بينهم ضابط برتبة رائد وما يزيد عن 60 جريحا بينهم عدد من عناصر الشرطة بينما توقعت مصادر طبية وأخرى أمنية محلية ارتفاع هذه الحصيلة نظرا لاستمرار عمليات إخلاء القتلى والجرحى من بين الانقاض. وحسب مصدر أمني فإن الانفجار الأول الذي استخدمت فيه سيارة مفخخة وقع قرب مديرية شرطة كركوك وأسفر عن مصرع25 شخصا بينهم ضابط برتبة رائد وإصابة 53 آخرين بينهم عدد من عناصر الشرطة بجروح فيما اسفر الانفجار الثاني الذي وقع قرب مبنى محافظة كركوك عن إصابة 13 شخصا بينهم عدد من عناصر الشرطة . من جهة أخرى، أفاد مصدر في شرطة محافظة ديالى بأن مسؤول بفوج طوارئ ديالى نجا من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة استهدفت موكبه شمال غرب مدينة بعقوبة مبينا أن الانفجار أسفر عن مقتل امرأة وإصابة سبعة مدنيين صادف مرورهم لحظة وقوع الانفجار. كما أصيب شخص في انفجار عبوة لاصقة وضعت بسيارته في منطقة الشعلة شمال غرب بغداد. كما قتل عنصر في قوة عشائرية وأصيب ثلاثة من أفراد أسرته في انفجار عبوة ناسفة بمنطقة الزيدان جنوب قضاء أبو غريب غرب بغداد. في حين أصيب ضابط في وزارة الداخلية بانفجار عبوة ناسفة بسيارته بمنطقة الأمين شرق بغداد. وعلى الصعيد السياسي أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أن الفرصة لازالت قائمة أمام الحكومة من أجل ازالة آثار التوتر عن المشهد السياسي. وقال "نحن بحاجة ماسة إلى تحديد مفهوم الصراع السياسي وأبعاده بغية ترشيده لضمان عدم انعكاسه على الأمن والاقتصاد وبناء الدولة داعيا الى ضرورة التزام القادة وتنفيذ بنود الاتفاقات التي مهدت لتشكيل الحكومة". وحول موضوع إعادة تسميته نائبا لرئيس الجمهورية أوضح الهاشمي أن مهمته مع زملائه ستتركز في تفعيل دور رئاسة الجمهورية من خلال التكامل مع بقية السلطات الدستورية وتحقيق أفضل تفاهمات ممكنة لادارة الدولة على أساس احترام الدستور والنظام الديمقراطي والالتزام بالتعاون بين الجميع لتحقيق التضامن الوطني والأسبقية الآن لاعتماد نظام داخلي للرئاسة. وفيما يتعلق بمسألة الانسحاب الأمريكي من العراق والمخاوف من انفلات محتمل في الوضع الامني أكد الهاشمي أنه "لا توجد مخاوف من عملية انسحاب القوات الأمريكية بل يجب علينا أن نمضي قدما في إصلاح العملية السياسية وبناء مؤسسات الدولة وتطوير قدرات القوات العراقية". من جهة أخرى، أعلنت القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي اليوم عن اتفاقها مع كتلة دولة القانون بزعامة نوري المالكي (رئيس الحكومة) على تفعيل اتفاقيات أربيل بما فيها المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية مؤكدة أن أي تقارب واتفاق ما بين العراقية ودولة القانون لا يعني عزل وتهميش للتيار الصدري أو أي قوة فاعلة أخرى. وقال المتحدث باسم القائمة العراقية شاكر كتاب إن الاجتماع الذي عقد قبل يومين بين ممثلي القائمة ودولة القانون تم التوصل فيه إلى تفعيل اتفاقيات أربيل ومنها المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية مبينا أن المجلس سيعرض قريبا على البرلمان للتصويت على رئيسه. بدوره، كشف النائب عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه عن بوادر حل للأزمة السياسية في العراق خلال الأيام المقبلة تتمثل في اجتماع قريب بين قادة الكتل السياسية في بغداد يحضره رئيس إقليم كردستان (شمال) فيما أكد أن شاويس بحث مع الكتل السياسية آلية التوصل إلى اتفاق بشأن الوزارات الأمنية وتشكيل مجلس السياسيات الإستراتيجية. وكشف التحالف الكردستاني عن مبادرة كردية ثانية لحل الخلافات بين المالكي وعلاوي حول المرشحين للوزارات الأمنية مبينا أن المبادرة تتضمن تفعيل ما تبقى من بنود الأولى بشأن صلاحيات رئيس مجلس السياسات والجلوس إلى طاولة حوار لحل النقاط الخلافية . ودائما على الصعيد السياسي أصدر الرئيس العراقي جلال طالباني أمرا رئاسيا بتسمية عادل عبد المهدي نائبا أول لرئيس الجمهورية.