إضافة إلى الشكاوى العديدة التي تقدمت بها الجمعيات الفرنسية التي تعمل على الدفاع عن مصلحة الأقدام السود إلى لجنة حقوق الإنسان الأممية، وإضافة إلى إنشاء ما أسموه جمعيات اليمين المتطرف في فرنسا "الاتحاد من أجل الدفاع عن حقوق الفرنسيين المطرودين من الجزائر" والتي أشارت إليها "النهار" في عددها 187 بتاريخ 10 / 06 / 2008 ها هي اليوم جمعية أخرى تتقدم بشكوى ضد أبطال الثورة المجيدة جمعت أحداثها ونسجت خيوطها بالتواطؤ مع ثلاثة مواطنين من أبناء الذين باعوا ذمتهم بالأمس ولا زال أحفادهم اليوم على دربهم يمشون، حيث كلفوا من طرف القناة التلفزيونية الفرنسية الخامسة منذ أكثر من أربعة أشهر بتسجيل تلفزيوني احتالوا به على مواطني بلدية سيدي العبدلي، مدعين بأنهم يقومون بإعداد شريط حول تاريخ الثورة في هذه البلدة الثورية، ومعرفة وقائع ملحمة تاريخية قام بها جنود ثورتنا الأبطال إبان الثورة المجيدة والمتمثلة في اقتحام ثكنة عسكرية بكل شجاعة في هذه البلدية وإخراج عساكرها السبعة والأربعين دون أي مقاومة وحجزهم أسرى. وحسب ما رواه لنا الآباء والأجداد لم يتمكن الجنود صانعو هذه الملحمة من بلوغ هدفهم، حيث أثناء نقل الأسرى إلى مركز القيادة في القواعد الخلفية بالحدود المغربية وقعوا في كمين نصبه لهم العدو الفرنسي الذي اشتبكوا معه بنواحي بلدية صبرة حيث استشهدوا جميعا، وقتل معهم حتى الأسرى الفرنسيون، إلا أن هذه القناة التلفزيونية عرضت هذا الشريط في هذه الأيام بشهادات هؤلاء المواطنين الذين لم يكونوا على علم بأن هذه الأخيرة ليست قناة وطنية وتريد من خلال هذا التسجيل الإساءة لثورتنا المجيدة والنيل من أبطال هذه المعركة الذين استشهدوا في سبيل الوطن، متهمين الجنود بإعدام هؤلاء الأسرى والمطالبة بتعويض أسر العساكر الأسرى ومحاكمة أبطال الثورة، متناسين جرائم الاستعمار الذي حول كل مناطق الوطن أثناء الثورة إلى محتشدات ومراكز للتعذيب ومقابر جماعية لا زالت موجودة وأيضا مجازر الإبادة الجماعية والتعذيب والاغتصاب والقتل للشعب الجزائري الأعزل من طرف القوات الفرنسية الاستعمارية ومصالحها الأمنية. وأمام هذه الهجمة الواسعة على تاريخها المجيد، علينا أن نتجند للرد على المتآمرين، وعلى الجهات الوطنية والمسؤولة بناء نصب تذكاري تخليدا لهذه الملحمة، يوضع بالضبط بجانب هذه الثكنة التي يسكنها اليوم أحد المواطنين الذين احتيل عليهم من طرف هذه القناة، والتحسيس عن طريق شريط تلفزيوني بضرورة الانتباه لما يحاك ويدار من الأعداء وكذا رد الاعتبار وترميم مركز التعذيب الموجود ببلدية سيدي العبدلي بمزرعة المعمر "الروشي" سابقا، حاليا مزرعة الشهيد "قندسي الشيخ" الذي يتعرض للإهمال والضياع مع تصنيفه كمعلم تاريخي، خاصة إذا علمنا بأن هذا المركز عذب وأعدم به الكثير من أبطال الثورة بالمقصلة التي لا زالت شاهدة على جرائم فرنسا.