حددت دراسة صدرت الخميس الماضي حسب مجلة لوبوان الفرنسية، عدد المسلمين عبر العالم في مليار و600 مليون شخص، مضيفةً أن نوعاً من التآلف يسم الطائفة المسلمة في العالم، على مستوى المبادئ الأساسية للدين، فالمسلمون حسب الدراسة ذاتها متوحدون إزاء التعاليم الكبرى للدين الإسلامي كالإيمان بوحدانية الله ونبيه محمد وصوم رمضان، إذ كشفت الدراسة أن ما بين 85% و100% يؤمنون بالله وبالنبي محمد، لكنهم "مختلفون حيال مسألة التأويل ورفض الشيعة أو قبولهم، حسب ما أكده جيمس بيل، أحد مديري مركز الأبحاث "بيو" (Pew)لوكالة الأنباء الفرنسية. الدراسة الضخمة التي أجريت حسب جيمس بيل بأزيد من ثمانين لغة في 39 بلداً تمثل 67% من مسلمي العالم، والتي عرفت تم استجواب 38.000 شخص خلال أربعة أعوام (2009، 2010، 2011، 2012)، تتأطر حسب ما أوردته المجلة الفرنسية ضمن مشروع واسع حول التغير الذي يعرفه العالم على مستوى الدين، وسيليها تحقيق حول العادات الاجتماعية والسياسية للمسلمين. وعلى صعيد آخر، أبانت الدراسة أن ثمانية أشخاص من أصل عشرة في إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا يمثل الدين بالنسبة إليهم شيئاً بالغ الأهمية، فيما يبلغ عدد من يرون أن الدين ذا أهمية كبرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مصر، وتونس، والمغرب) ستة أشخاص من بين كل عشرة أشخاص، أما في الدول التي كانت شيوعية كروسيا والجمهوريات السابقة لآسيا الوسطى فلا يتجاوز عدد من يحظى الدين باهتمامهم واحداً من أصل عشرة أشخاص. علاوة على ذلك أظهرت الدراسة أن التدين في منطقتي الشرط الأوسط وشمال إفريقي مسألة جيلية إذ أن من تخطت أعمارهم خمسة وثلاثين عاماً بدوا الأكثر تديناً مقارنة مع الشباب، وهو عكس واقع التدين في روسيا. وإذا كان الرجال يقصدون المساجد أكثر من النساء، فإن ذلك عائد حسب جيمس بيل إلى أسباب ثقافية أكثر منها دينية. فخلال شهر رمضان يلتزم الرجال والنساء على السواء بصيام رمضان وقراءة القرآن. وإجمالاً، يرى 63% من المسلمين و37% من المسلمين الأمريكيين يرون أنه لا توجد إلا طريقة واحدة لتأويل الإسلام. وأظهرت الدراسة عينها، أن البلدان التي يعيش فيها الشيعة والسنة جنباً إلى جنب هي البلدان الأكثر استعداداً لقبول المذهب الشيعي، عكس باكستان مثلا، ذات الأغلبية السنية، حيث يرى 41% من المسلمين السنة في البلد أن الشيعة ليسوا بمسلمين حقيقيين. إضافة إلى ذلك، تذهبُ الدراسة إلى أن تسعة مسلمين من أصل عشرة مسلمون بالميلاد، فيما تسجل البلدان الشيوعية السابقة أعلى معدلات التحول إلى الإسلام (7% في روسيا)، نشأوا غالباً على الإلحاد. وعليه فإن التحول من دين ما إلى الإسلام لا يلعب دوراً ريادياً في ارتفاع عدد الطائفة المسلمة، والأمر عائدٌ بالأحرى حسب جيمس بيل إلى معدلات الخصوبة المرتفعة.