قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إن الإنجازات التي تحققت في ما يتعلق بالتسامح الديني يتم تحديها من قبل مجموعة صغيرة جداً من الناس المضللين من كلا الجانبين. ففي كلمته التي ألقاها أمام الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، شدد أكمل الدين إحسان أوغلى، على ضرورة وضع تدابير لضمان تنفيذ القرارات المتعلقة بمكافحة التعصب الديني من قبل السلطات الوطنية، لا سيما في مجالات الإعلام والتعليم.وأشار الأمين العام إلى الفقرة العاملة في القرار 16/18 الذي اعتمده مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع في عام 2011 التي تنص على أنه "يدين أية دعوة إلى الكراهية الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف، سواء باستخدام وسائل الإعلام المطبوعة أو المسموعة أو المرئية أو الإلكترونية أو بأي وسيلة أخرى."ما هو مطلوب على وجه السرعة الآن هو تعبئة الموارد الجماعية لجميع الدول الأعضاء، مدعمين باستراتيجية شاملة مدروسة جيداً وقادرة على هزيمة حملة الكراهية هذه"، أضاف إحسان أوغلى أمام الاجتماع الذي عقد على هامش الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة 28 سبتمبر 2012.بينما أدان بشدة القتل المأساوي للمسؤولين الأمريكيين والهجمات على البعثات الدبلوماسية الأمريكية في القاهرة، قال إحسان أوغلى إن التعبير عن الغضب أو السخط ينبغي أن لا يكون بقتل الناس أو بتدمير الممتلكات.إن هذه الحوادث تبين العواقب الوخيمة لإساءة استخدام مبدأ حرية التعبير من جانب، وإساءة استعمال الحق في التظاهر من جانب آخر. وإن هذه الحوادث الأخيرة استدعت مرة أخرى الحاجة الماسة لاحترام الأديان ورموزها."واقترح الأمين العام معالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلة التي هي "الجهل". وبغية وقف وكسر الحلقة المفرغة لأفعال الترويج للكراهية والعنف لا داعي لردود الأفعال، وأكد إحسان أوغلى بأنه "يجب علينا أن نربط مبادراتنا بالعامة".وقال بأن هناك سبيلين فقط للتصدي بفعالية لهذا "الجهل" هما الإعلام والتعليم. وذلك بالتواصل مع العامة من خلال تشجيع وسائل الإعلام لنشر الصورة الحقيقية للدين والمعتقدات بهمة ودأب بالتركيز على مبادئها الأساسية للسلام والتسامح وليس على الأفعال التي اتخذها بعض الضالين باسم تلك الأديان أو المعتقدات. كما ينبغي بذل الجهود لتطوير نظام تعليم للجيل القادم ونشر فهم أفضل للحضارات والقيم الإنسانية المشتركة.