أم هاني خليفة الكاتبة الحقيقية للقصة ترفع دعوى قضائية ضد مليكة يوسف جددت محامية القاصة أم هاني خليفة نهاية الأسبوع الماضي إيداع ملف قضية مسلسل "وهيبة" الذي بث خلال رمضان 2006، أين تتهم مليكة يوسف صاحبة السيناريو بسرقة القصة التي سجلتها أم هاني خليفة تحت عنوان "ابتسامة بعيون حزينة" لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وسوف تعتمد أم هاني خليفة على أخذ حقها بما أسفر عنه تقرير الديوان والتي تملك النهار نسخة منه، مفاده أن مسلسل "وهيبة" المقدم من طرف مليكة يوسف منقول حرفيا من النص الأصلي "ابتسامة بعيون حزينة" من تأليف خليفة أم هاني بنسبة 95% والذي سبقت بتصريحها لهذا العمل منذ أكثر من اثنتي عشر سنة. للإشارة، فإن لجنة الأعمال الدرامية والأدبية متكونة من الباهي فضلاء، عبد الحميد جديدي، والطاهر آيت حمو، الذين أكدوا لصاحبة الرواية أن النقل كان مطلقا بدليل نقل الأخطاء، فضلا عن الإطار العام للقصتين والأماكن التي جرت فيها الأحداث والحبكة القصصية والبناء الدرامي كلها متطابقة، وحتى الحوار نقل في أغلب الأحيان حرفياً. خصت الكاتبة أم هاني خليفة حديثها ل "النهار" لتقول بأنها رفعت دعوتها القضائية منذ سنة ضد مليكة يوسف، إلا أن محاميتها فضلت حل النزاع وديا، وقد قبلت العرض، لكن مع مرور سنة كاملة عن القضية وظهور بوادر العزوف عن الاعتراف من طرف مليكة يوسف، وصل بي الأمر إلى تجديد الدعوى ولايهمني أي شيء سوى أخذ حقي بالكامل لا سيما وأن الحلول الودية قد فشلت". وعند سؤالنا كيف تحصلت مليكة يوسف على القصة؟ ترد أم هاني، بأن الواقعة تعود إلى بداية التسعينات عندما كتبت القصة وعرضتها على بعض الوجوه التلفزيونية مثل المخرجين مصطفى بن حراث وبن عمر بختي بمقر الإذاعة والتلفزة بمحطة وهران لكي يكون عملا تلفزيونيا، إلا أنهما أكدا لي أن ميزانية المحطة لن تغطي تكاليف المسلسل. ومن جانب آخر، قدمته أيضا إلى مليكة يوسف بقصر الثقافة ألتمس منها إبداء رأيها حول القصة، إلا أنها منذ أن أخذت الأوراق أصبحت تتماطل في إعادتها، وفي آخر المطاف أكدت لي بأنها ضيعتها. والواقع أنها احتفظت بها إلى سنة 2006، أين ظهر عبر مسلسل وهيبة، ويا ليتها أبرزت جماليات القصة في آخرها، حيث استقطبت انتقادات كثيرة من طرف الجمهور حول نهاية القصة. للتنويه، فإن أم هاني خليفة أستاذة بمادة العلوم الطبيعية وهي كاتبة قصص من نوع الدراما الاجتماعية، تطمح إلى تجسيد أعمالها في مسلسلات أو أفلام درامية وهي بصدد دراسة أحد أعمالها الدرامية وتحويلها إلى مسلسل، كما تجدر الإشارة إليه أن القصة "ابتسامة بعيون حزينة" قد تم طبعها ونشرها بعنوان آخر اختارته الكاتبة على أن يكون "حب وانتقام" لمن أراد أن يعرف فكرة القصة الأصلية والتي شوهها مسلسل وهيبة أين ظهر إضطراب في نهاية القصة، حيث تتبع جمهور المسلسل القصة التي بدت مشوقة ونوع القصة فريدة من نوعها ويتعلق الأمر بقصة شاب عاش حياة بائسة ضمن أسرة فقيرة يضطهده والده في أخذ كل راتبه ليصرفه على نفسه في العربدة، هذا الأمر جعل من الشاب عندما بلغ الثلاثين من عمره أو أكثر يقترن بامرأة في عقدها الخامس من أجل أموالها ونقودها الكثيرة، وأصبح مديراً لشركاتها وجميع أعمالها، وأصبح أيضا ينهب مالها بصفة خيالية بدون علم من زوجته، إلى أن يظهر أخو الزوجة ليحذرها من زوجها فترفض الاستماع إليه في بداية الأمر، لكن بدأت الشكوك تراودها فلم تستطع إخفاء ذلك عن زوجها وهذا الأخير انتابه الريب من صحوة زوجته فأخذ كل شيء وهرب. بالموازاة مع ذلك، فالزوجة رغم أنها في الخمسين من العمر إلا أنها حملت ووضعت مولوداً، رفض الزوج أن يكون لزوجته لأن حسبه من غير المعقول الإنجاب في هذا السن. ويعتزم الزوج على الانتقام من زوجته، فأخذ الطفلة معه وهرب بها وأضحت تعيش الزوجة حياة ضنكة بسبب فقدانها لثروتها وفلذة كبدها، وبدأت تكافح من جديد لتقف على رجليها وتفتح شركة جديدة. تضاربت الأحداث وتداخلت الظروف حتى وجدت ابنتها بعد مرور سنوات، وتزامن ذلك مع ظهور والدها أيضا الذي بات أخيراً مفلساً وأراد العودة إلى بيته لينال من أموال زوجته مرة أخرى إلا أن البنت هذه المرة تثأر لأمها وتضع له حداً لعنجهيته. إلا أن القارئ للقصة المكتوبة يستشف في نهاية القصة حوار مشوق بين البنت والأب، أين أرادت البنت رمي والدها بالرصاص وأخذ الأب يرمي أعذاراً على أن أمها هي سبب كل هذه المشاكل إلى أن استيقضت الأم من فراش مرضها لتمنع ابنتها من اقتراف جرم، على عكس الحوار البارد الخفي الذي دار بين الأم وابنتها في المستشفى. وبالمناسبة، قالت أم هاني خليفة أن المسلسل لم يرقى إلى المستوى المطلوب، لا من حيث كتابة السيناريو ولا التمثيل، ورسميا فقد سجلت القضية في المحكمة وهذا بعد أن استنفذت كل الوسائل الودية مع مليكة يوسف وموعدنا سيكون عند القاضي للفصل في القضية بصفة قانونية.