أعادت السلطات البريطانية فتح سفارتها لدى العاصمة الصومالية مقديشيو عقب إغلاقها منذ سقوط البلاد في حالة الفوضى عام 1991 لتصبح أول دولة بالاتحاد الأوروبي تعود مرة أخرى وبشكل دائم إلى العاصمة الصومالية. وذكر راديو (أفريقيا) اليوم الجمعة أن العلم البريطاني الجديد تم رفعه على مبنى السفارة الجديد الذي يقع في حرم المطار ومقر قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم) الذي شهد حراسة مشددة, وذلك بحضور وليام هيج وزير خارجية بريطانيا الذي كان في زيارة مفاجئة للبلاد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود. وفي مؤتمر صحفي, وصف هيج هذا الإجراء ب "الشاهد" على التقدم الذي حققته الصومال, كما أعرب الوزير البريطاني عن أمله في أن تكون هذه السفارة مثلا لدول الأخرى يحتذى به. وأفاد الراديو بأن السفارة عبارة عن مجموعة من المباني الصغيرة جاهزة الصنع وتحيط بها جدران مضادة للانفجارات مصنوعة من إطار معدني ونسيج مملوء بالرمال وتقع في الكثبان الرملية بالقرب من المحيط الهندي. وأوضح الراديو أن إيران وإثيوبيا وتركيا واليمن هي الدول الوحيدة التي تم تمثيلها من قبل سفراء في مقديشيو مشيرا إلى وجود العديد من السفراء الغربيين المعتمدين من قبل حكومة الصومال ولكن يتواجدون حاليا بسبب دواعي أمنية في عاصمة كينيا (نيروبي). من جانبه, وصف الرئيس الصومالي افتتاح السفارة البريطانية ب"الخطوة الحاسمة", كما أعرب عن أمله في رفع اعلام مختلفة في احياء متفرقة في مقديشيو, مما يعكس انفتاح الصومال على مجال إعادة البناء والتنمية. يذكر أنه تم إنزال علم السفارة البريطانية السابق في شهر جانفي عام 1991 عندما قامت لندن بإجلاء دبلوماسيها من المدينة في الوقت الذي كانت تشهد فيه البلاد حالة فوضى عقب سقوط الرئيس سيد بار وأنه تم رفع العلم رمزيا أمس الخميس قبل أن يتم استبداله بعلم جديد.