يعد المصنع الجديد للفولاذ الذي أنجزته الشركة التركية الخاضعة للقانون الجزائري "توسيالي ايرون اند ستيل" بدائرة بطيوة بشرق ولاية وهران نموذجا للتعاون الجزائري التركي. ويتخصص هذا المركب -الذي سيزوره غدا الأربعاء الوزير الأول التركي طيب رجب اردوغان في ثاني يوم لزيارته الرسمية للجزائر - في انتاج العديد من المواد الفولاذية الموجهة لمختلف المجالات الصناعية وللبناء وذلك من خلال اعادة رسكلة النفايات الحديدية وباستعمال الطاقة الكهربائية. كما يعتبر هذا المركب أكبر عملية إستثمارية تركية في الخارج مثلما أوردته سفارة تركيا بالجزائر. ويعد هذا المصنع -الذي يتأهب للدخول في مرحلة الإنتاج -إستثمارا ضخما ومواتيا لحركية التنمية التي تشهدها المنطقة الغربية للبلاد على غرار باقي جهات الوطن لا سيما بالنظر للبرنامج السكني الكبير وما يتطلبه من مواد بناء منها الحديد. وتترجم اقامة هذا المصنع إرادة تركيا في الإستثمار في الجزائر خاصة في ظل الإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر في مجال الإستثمار والأعمال الى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية ما بين البلدين حسب مسؤولي شركة "توسيالي". وقد خصص للمصنع بمنطقة النشاطات الاقتصادية ل"بطيوة" أرضية مهيأة تتربع على مساحة إجمالية تناهز 260 ألف متر مربع منها 55130 متر مربع مبنية حسب البطاقة التقنية للمشروع. وتستغل المساحات المتبقية كفضاءات للتخزين وحظيرة توقف السيارات والشاحنات وملاحق أخرى للمصنع. ومن المرتقب أن تتجاوز مناصب العمل التي يتيحها المصنع في مرحلة الإنطلاق 1.000 منصب فيما سيصل عدد المناصب غير المباشرة إلى نحو 3.500 منصب عمل وفق تقديرات إدارة المصنع. وللإشارة فقد انطلق في انجاز هذا المشروع الذي يمول بصفة ذاتية بنحو30 بالمائة والباقي بتمويل بنكي في سبتمبر2011.